دخول الجنة هدف كل مؤمن موحد بالله، كل مسلم يقضي حياته علي هذه الأرض علي أمل الدخول في الجنة، لكن دخولها يحتاج إلي جهد كبير، وعمل عظيم، ليحصل المؤمن علي مبتغاة، الجنة هي جائزة المؤمنين، الذين يخافون الله ويتقونه في حياتهم الدنيوية، والذين يجتهدون ويتسابقون علي عمل الطاعات، التي أمرهم الله بها ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وتقربهم منه سبحانه، ويبتعدون عن الأعمال التي تغضب الله ورسوله .
لكي تدخل الجنة وتتنعم بنعيمها عليك في البداية أن تؤمن بالله، فالإيمان من أهم الطرق ووسائل التي توصلك إلى الجنة بإذن الله -تبارك وتعالى-، ولكن الإيمان يحتاج إلى الأعمال الصالحة، فالإيمان والعمل الصالح مقرونان مع بعضهما البعض، فلا يوجد إنسان مؤمن لا يعمل الصالحات، والأعمال الصالحة كثيرة، ما عليك إلا الاجتهاد في العمل والإخلاص لله -عز وجل-، قال الله تعالي: "والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون"، إذاً الإيمان والعمل الصالح طريق يوصلك إلي الجنة .
التقوى طريقك إلي الجنة، عليك أن تتقي الله في السراء والضراء، يجب أن تضع مخافة الله بين عينيك في كل عمل تقوم به، بل في كل خطوة تخطوها في حياتك، كما يجب عليك العمل بما شرعه الله وأنزله في كتابة الكريم، أن تطبق الشرائع التي شرعها، وأن تجعل القرآن منهاج حياتك، وخارطة طريق توصلك إلي الجنة .
كما يجب أن تكون قنوعا راضيا بما قسمة الله لك، فالقناعة والرضا بالقليل من التقوى، والمتقين لهم جنات عليين بجوار رب العالمين، كن مستعدا دائما للرحيل بالأعمال الصالحة، التي هي زاد المسلم في رحلته في الدار الآخرة، الاستعداد ليوم الرحيل من التقوى، والمتقين مكانهم كما قال الله تعالي: "إن المتقين في جنات وعيون"، إذاً لكي تدخل الجنة عليك أن تتقي الله .
عليك بطاعة الله -عز وجل- واتباع سنة الرسول المصطفي -صلى الله علية وسلم-، فطاعة الله واتباع أوامره والامتثال لشريعته يرضي الله، ومن يرضي الله عليه يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار، لذلك عليك أن تطيع الله، وطاعة الله ورسوله لا تحتاج إلى قول، بل إلى عمل وقلب صادق، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى)،قالوا: ومن يأبي يا رسول الله؟ قال: (من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى) ، لذلك لكي تدخل الجنة عليك بطاعة الله ورسوله، من خلال اتباع سنته والصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- .
بالجهاد في سبيل الله دخل الجنة، فالمجاهدين الذين يقاتلون ابتغاء مرضاة الله ونصر لدينه لهم درجات عالية عند الله، الله -سبحانه وتعالى- يصطفي الشهداء من عباده المؤمنين، ليس كل من يقتل يقال عنه شهيد ؛ لأن الشهادة يسبقها أعمال صالحة، وسيرة عطرة، وحياة قضيت في طاعة الله، ونصر دينه، واتباع لسنة رسوله الكريم، أعد الله لهم مكانة عالية، فالشهداء في عليين بجوار رب عظيم كريم، أعد لهم جنات من نعيم وحور عين، لذلك كل من يرغب بدخول الجنة عليه أن ينصر ويدافع عن دين الله، ويعمل على نشره، والدفاع عن أمته من كيد الكائدين وظلم الظالمين .
هناك الكثير من الأعمال التي تدخلك جنة الرحمان، ما عليك إلا العمل والاجتهاد، وأن تجعل عملك في سبيل الله ومرضاته ؛ حتى يتقبله الله منك، أي يجب أن تخلص لله في كل عمل، ولا تشرك به شيئا .
