بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،
إنّ الأفلام الإباحية، أو بشكل عام (المواد الإباحية): هي من البلاء الذي شاع وانتشر في هذا الزمان المتأخر. والإباحيّة الجنسيّة تعني التحرر الجنسي المُطْلق، والانتهاء والتخلص من القيود في ممارسة الزنا والفاحشة، وهي من الأمثلة والشواهد على إحدى علامات و دلائل الساعة التي نَبَّهَ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنًا، ألا وهي: شيوع الزنا وفُشُوُّه وانتشاره.
لقد كان الزنا موجودًا في الأزمنة الغابرة، حتى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقِيم حد الزنا على من وقع به، ولكن الزنا في تلك الأزمنة الغابرة لم يصل إلى هذه الدرجة من الشيوع والانتشار والتنظيم والإباحية التي نراها في زماننا هذا، فقد أصبح الزنا يصور ويبث وينشر على بعض القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية، وصار له موادٌ منتجةٌ من مرئيات ومسموعات ومقروءات، مثل: الصور والأفلام، والمواد الصوتية المسجلة، والقصص الماجنة، وصار له أيضًا شركات مختصة تعمل على صناعته ونشره، وممثلون وموظفون يعملون في هذا المجال! وقد يَسَّر هذا الأمر، التقدم العلمي والتكنولوجي، وثورة الإنترنت والاتصالات.
وهذا الزنا الإباحي المنظم يأتينا أغلبه من الدول الغربية الكافرة، التي شاع في الزنا وممارسة الجنس من دون أي قيود، وقد حذا بعض أبناء الأمة العربية والإسلامية حذو أولئك الغربيين، حيث قلدوهم في هذه الأعمال، وصاروا يساهمون معهم في نشر تلك المواد الإباحية!
لقد أفسدت هذه المواد الإباحية التي دخلت بلاد الإسلام الكثير من أبناء هذه الأمة وصدَّتهم عن دينهم، وأثارت الغرائز لديهم؛ مما أوقع الكثير منهم في الفاحشة، وسبب لهم الكثير من الأضرار. وإن ما يُعْرض ويُصَوَّر في تلك المواد الإباحية هو بلا شك مما تستنكره الفطرة السليمة، ويشمئزُّ منه الإنسان، ولا شك أن هذه الإباحية محرمة في الإسلام تحريمًا قطعيًّا.
ولا بد لنا من ذكر أهم الأضرار التي تسببها تلك المواد والأفلام الإباحية: