إنّ أية رحلة على الأرض تلزمها وسيلة نقل ، وزاد وزوّادة تعين على السفر ، ووجهة معلومة ومعروفة لهذه الرحلة وهذا السفر .
وكلمة الرحال هنا هي جمع راحلة ، والراحلة هي وسيلة النقل ،والتي باستخدامها يتم التنقل والترحّل والرحيل من مكان إلى مكان ، وبهذا التعريف ومعنى فيمكن أن تكون القدمان عبارة عن الراحلة المستخدمة للرحيل والترحّل من بقعة جغرافية وحيز مكاني إلى آخر ، ويمكن أن تكون الراحلة بعيراً أو ناقة ، حماراً أو بغلاً ، جواداً أو فرساً ، قارباً أو سفينة ، عربة أو حافلة أو قطاراً أو طائرة أو غواصة ، كل وسيلة يتم عبرها أو من خلالها أو بواسطتها التنقل والترحّل من مكان إلى مكان تسمى راحلة ، وجمعها رحال .
وعبارة " لا تشد الرحال " هي جزء من حديث نبوي شريف قاله عليه احسن وأفضل الصلاة والسلام سيدنا محمد في محضر إشارته للتنقل من مكان إلى مكان من أجل العبادة والتقرب إلى الله : " لا تشد الرحال إلا لثلاثة ، المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا " ، والمقصود بالمسجد الحرام ، هو الكعبة الشريفة في مكة المكرمة في الجزيرة العربية ، والمقصود بالمسجد الأقصى هو المسجد الأقصى في القدس الشريف في فلسطين ، والمقصود بمسجدي هذا هو المسجد النبوي في المدينة المشرفة ، مدينة الرسول الكريم في الجزيرة العربية .
وتفسير قول الرسول يعني التالي : من أراد منكم تكبّد مشقة الترحال والتنقل والإعداد لمستلزمات وضرورات واحتياجات السفر من مكانه الذي يقطن ويسكن ويقيم ويعمل فيه لمكان آخر بقصد العبادة والزيارة الدينية للتقرب من الله ، فإنني ( والكلام هنا بما معناه على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) أرى أنّ أفضلها للقيام بهذا الأمر هو أحد المساجد الثلاثة : المسجد الحرام في مكة المكرّمة أو المسجد النبوي في المدينة المشرفة والموجودان في الجزيرة العربية ،والمسجد الأقصى الموجود في القدس في فلسطين .
