في كثير من الأحيان نشعر بأن التيبس تملكنا، فما عدنا نستشعر حلاوة العبادة بخشوع، وأصبح الأمر كشيء مفروض غليك، وتريد أن تؤديه لتتخلص منه، وعندما بدأ هذا الأمر بالإنتشار، كان لا بد لأهل العلم والدين من وقفة، يبدون فيها قلقهم وخوفهم على الدين من الضياع، ويحذرون من الإستهتار أثناء تأدية العبادة، فانك لن تجني منها إلا القيام والقعود .
الخشوع :
هو أن تشعر بأنك منكسر من الداخل، تخشى عقاب الله، وتستلهم رضاه، وتتمنى من كل قلبك أن يتم عليك فرضك بالقبول، ويملي في داخلك الطاعة، وبعد أن أصبحنا في زمن التكنولوجيا، فإن الدين أصبح بالنسبة لنا كلمات وعبارات تكتب على مواقع التواصل الإجتماعي وغيرها، وأصبحنا في الحقيقة أصحاب قلوب قاسية، وباردة، ومتجهمة .
كيف أجعل قلبي يخشع :
بداية فإن الخشوع ينبع من الداخل، فلا عجب أن تكون واقفاً لتصلي مثلاً ،و الكل يراك وأنت تؤدّي حركات الصّلاة، من ركوع وسجود وتشهد، ولكن قلبك يفكر في أمور الدنيا، فيشغل باله وفاة الممثل الفلاني، أو ضربة من لاعب تصيب الهدف في لعبة كرة قدم، أو حوار أصبح بين المذيع والضيف مشادات كلامية باللسان والأيدي، فهذه الأمور كلها دنيوية، وان أردت أن تخشع من قلبك، عليك أن تتبع التالي :
1. يجب عليك أن تعلم ما معنى الخشوع، وتعرف تعرف على ما هى الأوقات التي من المستحب أن تقوم وتدعي فيها الى الله بقلب مطمئن وحسن، وتستجدي فيه قدرات الرحمن ليقف معك، وعليك أن تكون على يقين داخلي بأن الله الذي خلقك، قادر على أن يحييك ويميتك، وأن يكون في ظهرك طوال الوقت، وبأنه خلقك في الدنيا لتكون خليفة له في الأرض، لا ليشقيك أو يعذبك .
2. إياك أن تقلل من قدرات الرحمن، فإن أول الجحود يبدأ بالتشكيك في قدراته سبحانه، فإن أرت أن يصبح قلبك مطمئناً وخاشعاً، عليك أن تعرف أن الله وحده بيده ملكوت كل شيء، بأن حاجتك لن يقضيها لك إلا الله، حتى لو طرقت أبواب الدنيا جميعا .
3. الصّلاة والعبادات المختلفة من صوم وصلاة وقيام وزكاة وحج، هذه الأمور كلها تجعل قلبك خاشعاً لله، لأنك تعلم جيدا من هو الله تعالى، وتعلم بحكم عبادتك له، أنّه الأجدر بأن نستمع لكلامه، وأن نبتعد عن المعاصي والمنكرات .
4. إن جلست لقراءة القرآن، عليك أن تتمعن في كل كلمة تقرأها، فإن ذلك يجعل قلبك خاشعاً لله، فحينها فقط ستعلم أن أمور حياتك هي بيد الرحمن، وأن الذي خلق السماوات والأرض ،بقادر على نسفهن في دقيقة واحدة، وبأنك مخلوق صغير لا تغني الله شيئاً .
وفي الختام، فإن الخشوع أن نبع من قلبك كان حقاً عليك نصر الله، وبركته، ورحمته، فعليك دوماً أن تستذكر أنه هو الله ولا إله غيره .
