التوبة في الاسلام العظيم هي ترك الانسان للمعاصي والندم على فعلها والعزم على عدم العودة اليها وتركها أبدا حتى يلقى الله عز وجل ويكون كل ذلك بينه وبين الله تبارك وتعالى ويقبل الله التوبة عن الانسان اذا تحققت فيها الشروط المطلوبة في اى وقت كان ،
حتى تتحقق التوبة لابد أن تتوفر فيها عدة ضواط ومعايير كالاقلاع عن المعصية وتركها فمثلا يجب على شارب الخمر أن يقلع عن شرب الخمر وعن تارك الصلاة أن يرجع الى صلاته ومن ثم يستغفر الله عز وجل على ما قد كان منه فاستغفار الانسان لله عز وجل وهو ما يزال على المعصية لا يعتبر توبة لا من قريب ولا من بعيد ، ويجب على الانسان الذي ينوي التوبة أن يندم على فعلها وأن يعزم بالتالي الى عدم العودة اليها أبدا فيكون العزم قلبي بينه وبين الله عز وجل فاذا ما كان للانسان عزم في قلبه أعانه الله عليه فتحققت التوبة ، ولكن اذا ما كانت التوبة تتعلق بحقوق بعض الناس فيجب على الانسان أن يؤدي الحقوق الى أهلها والى أصحابها ان استطاع ذلك وحتى يقبل الله التوبة يجب أن تكون هذه التوبة قبل الغرغرة أي قبل مقدمات الموت وقبل ظهور الشمس من مغربها فعند ذلك تغلق أبواب التوبة عند الله تبارك وتعالى ،
وهناك أمور عديدة تساعد الانسان على الثبات على التوبة وهي قيامه بفعل الطاعات بشكل مستمر ومتواصل بحيث لا يدع مجالا للشيطان كي يغويه ويجب عليه أن يبتعد عن كل المقدمات التي توقع الانسان في الذنوب والمعاصي ومن الأمور التي تعين الانسان أيضا على الثبات على التبة طاعته لوالدين وعمله بمقتضى كلام الله عز وجل في كتابه الكرام فقد أوصى الله تبارك وتعالى بالوالدين احسانا والاحسان الى الوالدين يساعد في تثبيت الانسان على الطاعة والتوبة الصادقة وكل ذلك يحدث فقط اذا كان صاحب التوبة قد عزم الأمر وتوكل على الله تبارك وتعالى وكانت توبته خالصة لوجه الله تبارك وتعالى ليس فيها مراءاة لأحد ،
ومن الأمور التي تعين الانسان على الثبات على الطاعة والتوبة أن يقوم الانسان باستبدال رفقاء السوء الابتعاد عنهم قدر المستطاع وذلك أن الصحبة الطيبة هي من تقوم بتشجيعك على الثبات على طاعة الله وتحثك على التقرب منه أكثر مهما كنت قريب ، وأن تقبل على الله عز وجل وذلك عن طريق الاتزام بصلاة الجماعة في المسجد وخاصة صلاتي الفجر والعصر وذلك أن الملائكة تشهد هاتين الصلاتين وتدعوا للحاضرين فيهما ، والقيام باستشعار عظمة الخالق عز وجل واستحضار الخوف منه تبارك وتعالى وذلك أن الله عز وجل يرى كل شيء ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه تبارك وتعالى أعد للعاصين نار حامية قعرها بعيد ،