لقد شغلت المواد الموجودة حول الإنسان جزءاً كبيراً من أوقات العلماء لدراستها ، لم يكن العلماء في القديم يميزون بين العنصر و المركب ، لكن مع تطور العلم أصبح العلماء يعرفون أن كل مركبات الكون مشكلة من مجموعة محدودة من العناصر ( حوالي مئة عنصر فقط ) ، و لكن بإختلاف تشكيلة العناصر الداخلة في تركيب المركب فإنه ينتج لدينا ملايين المركبات الممكنة.
و قد عرف العلماء بداية القرن العشرين أن أصغر جزء من العنصر هو الذرة ، و ذرة عنصر تعرف على ما هى أصغر مقدار من ذلك العنصر تعطي خصائصة ، و قد ظن العلماء بداية أيضاً أنه لا يمكن تقسيم الذرة لأصغر منها ، و لكنهم لاحقاً و بمزيد من الشوق و الإصرار تمكنوا من تفتيت الذرة ، إلا أنهم وجدوا أنه بعد عملية التفتيت تلك فإننا لن نعود نملك ذلك العنصر الذي فتتنا ذرته ، أي تتلاشى مميزات العنصر و خصائصه إذا فككت ذرته لأجزاء .
بعد التفتيت وجد العلماء أن الذرة تتكون من ثلاث جسيمات ( و سميت جسيمات تصغيراً لكلمة أجسام ، فالجسيم يعني جسماً ضئيل الصغر جداً ) هي الإلكترونات و البروتونات و النيوترونات ، و قد وجد العلماء أن شحنة الإلكترون تعادل وحدة ثابتة سالبة و أن شحنة البروتون تعادل وحدة واحدة ثابتة موجبة ، و أن شحنة النيوترون تساوي صفراً ( عديم الشحنة / ذو شحنة متعادلة كهربائياً ).
النيوترونات و البروتونات تقع فيما أسماه العلماء نواة الذرة ، أما الإلكترونات فهي تتخذ مدارات حول تلك النواة ، و حتى يومنا هذا لا تزال تلك النظرية هي التي تثبت صحتها على الدوام .
الجديد المثير في الأمر أنهم وجدوا أن البروتونات و النيوترونات ليست جسيمات أولية وإنما تتركب من جسيمات أصغر منها أسماها العلماء الكواركات ، فكل بروتون يتكون من ثلاث كواركات و كل نيوترون يتكون من ثلاث كواركات أيضاً ، و لكن طبعا بنية تلك الكواركات مختلفة في النيوترونات عنها في البروتونات .