معجزة القرآن
أنعم الله تعالى على المسلمين برسالة الإسلام التي أخرجتهم من الجهل والظلم وظلمات الدنيا والآخرة إلى النور والهداية واتباع طريق الحق، وقد كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو من اصطفاه الله عز وجل لحمل هذه الدعوة إلى العالمين وليكون خاتم الأنبياء والرسل فلا رسول بعده ولا ديانة بعد الإسلام، وقد اعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم على القرآن الكريم الذي كان ينزل عليه لتوضيح أمور العقيدة والشريعة للناس وتنظيم أمور حياتهم؛ فهذا الأمي الذي لم يكن يعرف القراءة والكتابة طريقة كيف له أن يقود كل هذه الأمة العظيمة لولا وحي الله عز وجل له، ولكن أين نزل القرىن الكريم وطريقة كيف نزل؟؟ هذا ما سنسلط الضوء عليه.
نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
كان محمد صلى الله عليه وسلم يذهب إلى غار حراء للتعبد والتفكر في هذا الكون العظيم، وكان عمره آنذاك أربعون عاما، وكان يمضي عدة ليالي مختليا وحده في الغار، ثم يعود إلى بيته وزوجته خديجة بنت خويلد، وفي يوم الإثنين من شهر رمضان المبارك وبينما كان صلى الله عليه وسلم كسابق أيامه يتعبد ويتفكر جاءه الملك جبريل عليه السلام فجأة، وقال له:"اقرأ"، فقال صلى الله عليه وسلم:" فقلت: ما أنا بقارىء"، فأخذه جبريل وغطه حتى تعب بدنه وتركه، ثم قال له مرة أخرى"اقرأ"، فرد صلى الله عليه وسلم مرة أخرى "ما أنا بقارىء"، فغطه جبريل مرة أخرى وتركه وقال له جبريل" اقرأ"، فرد الرسول صلى الله عليه وسلم كالسابق" ما أنا بقارىء"، فأخذه جبريل مرة أخرة وغطه ثم تركه، وقال له: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم" وهي سورة العلق.
ثم رجع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى زوجته خديجة بنت خويلد خائفا مرتعبا لما حدث معه، وقال لها" زملوني، زملوني، زملوني"، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، وروى لخديجة ما حصل معه وخففت عنه وهدأت من روعه وبشرته أن ما فيه هو خير إن شاء الله وإن الله لن يضيعك.
من هنا بدأت الدعوة العظيمة وتوالى نزول القرآن الكريم، فقد استمر نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم طول فترة حياته، وقد نزل جزءا منه في مكة المكرمة والجزء الآخر بعد الهجرة في المدينة المنورة، وقد كان نزول القرآن بصورة مجزأة وليس كاملا في نفس الوقت، فقد تنزل آية منفردة لوحدها أو قد تنزل آيات عدة معا، حيث ابتدأ نزل الوحي بالقرآن الكريم سنة 611 للميلاد في مكة المكرمة، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة سنة 622 للميلاد، وقد اختلفت الروايات في آخر رواية نزلت وتاريخ نزولها.