سجدات القرآن الكريم
اشتمل القرآن الكريم على خمس عشرة سجدة توزعت على أربع عشرة سورة، وهي: الرعد، والنحل، وص، والنجم، والانشقاق، والسجدة، ومريم، والنمل، والفرقان، والأعراف، والعلق، والإسراء، وفصلت، واشتملت جميعها على سجدة واحدة، أما سورة الحج ففيها سجدتان.
في طباعة المصحف الشريف تمت الإشارة إلى موضع السجود بوضع خط تحت الكلمة الدالة على السجود، وهذه الكلمة إما أن تكون ضمن سياق حديث الآية عن سجود المخلوقات باختلاف أنواعها وأجناسها وأحجامها لله تعالى، أو تأمر الناس بالسجود لله تعالى، وهي من أبلغ الأدلة على تعظيم الخالق سبحانه، وقد ورد عن الصحابة فيما رواه مسلم: " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن فيقرأ سورة فيها سجدة ونسجد معه".
سجود التلاوة
يطلق على سجود القارئ والمستمع للقرآن الكريم في مواضع السجدات اسم سجود التلاوة، وهي سنة مؤكدة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد داوم في معظم الأوقات على فعلها، وتركها أحيانا أخرى للإشارة بأن هذا السجود هو سنة وليس واجبا، وقد شرع سجود التلاوة من أجل التقرب إلى الله وتعظيمه بالسجود، والانكسار والانحناء بين يديه.
مسائل في سجود التلاوة
- سجود التلاوة صفته كسجود الصلاة، كما يشرع فيه قول بعد سبحان ربي الأعلى: "اللهم اكتب لي بها عندك أجرا وضع عني بها وزرا ،واجعلها لي عندك ذخرا، وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود".
- إذا كان المسلم في غير الصلاة يستحب عند أدائها الطهارة واستقبال القبلة ويكبر.
- يجوز سجود التلاوة للجنب، والحائض، والنفساء إذا استمعوا للقرآن، وكان هناك موضع سجدة.
- ليس في هذا السجود تشهد ولا تسليم.
- إذا مر المصلي بموضع سجدة فيجب عليه التكبير عند الانخفاض للسجود، والتكبير عند الرفع، والعودة إلى القيام ومتابعة القراءة.
- يلزم على المأموم السجود مع الإمام إذا سجد سجدة التلاوة.
- يستحب لمن كان يقرأ القرآن وأتى على موضع سجود ألا يسجد وهو قاعد وإنما ينهض قائما ثم يكبر وينخفض للسجود، وله أن يدعو في سجوده بما شاء لنفسه وغيره من خيري الدنيا والآخرة.
- في سجود التلاوة إغاظة للشيطان عندما يرى ابن آدم يخضع لأمر ربه ويسجد ذليلا بين يديه، بينتعرف ما هو عصى الله وتكبر عن السجود بين يدي الخالق.
- جميع المخلوقات من الجنة، والنار، والشمس، والقمر، والكواكب، والنجوم، والأشجار، وغيرها مما علمنا ومما لم نعلم يسجد لله تعالى، لكن للأسف الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعصي الله ويتبع ملة الشيطان، فهناك من يرفض أن يسجد لله تعالى كعبدة الأبقار، والنار، والكواكب، وغيرهم، ومنهم من يشرك مع الله إلها آخرا في سجوده.