سورة النعم
سورة النعم هي سورة النحل، وهي سورة مكية، يبلغ عدد آياتها مئة وثمانية وعشرين آية، وتحتل المرتبة السادسة عشر من بين سور القرآن الكريم في الترتيب، تهدف السورة إلى نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى، فأطلق عليها "سورة النعم". تشير السورة إلى عجيب صنع الخالق عز وجل، وألوهيته وعظمته في هذا الصنع العظيم.
قال تعالى: (أتى? أمر الله فلا تستعجلوه ? سبحانه وتعالى? عما يشركون (1) ينزل الملائكة بالروح من أمره على? من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إل?ه إلا أنا فاتقون (2) خلق السماوات والأرض بالحق ? تعالى? عما يشركون (3) خلق الإنسان من نطفة فإذا هو خصيم مبين (4) والأنعام خلقها ? لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون (5) ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون (6)).
سميت سورة النحل بهذا الاسم، لشموليتها في عجائب صنع الخالق عز وجل، كما خصص الله تعالى النحل بالذات، لما تفرزه من العسل، وذكر فوائده الغذائية والعلاجية للجسم، والتي هي نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، وقسمت السورة النعم إلى قسمين:
- النعم الظاهرة: هي النعم التي يشعر بها الإنسان، ويراها، ويحس بها، كالحيوان، والنبات، والماء، والنجوم، والشمس، والقمر.
- النعم الباطنة (غير الظاهرة): هي النعم التي لا يراها الإنسان؛ كالقوانين الفيزيائية في الكون، والمخلوقات اللامجهرية، والمخلوقات التي تسير هذا الكون بأمره تعالى، ونعمة الوحي التي تبعث الروح في القلوب.
مواضيع سورة النعم
تعد سورة النحل من السورالمكية التي تطرقت للعديد من المواضيع وعالجتها، وهي:- العقيدة كالألوهية، والوحي، والبعث، فتحدثت السورة عن حقيقة الوحدانية المتصلة بين دين إبراهيم عليه السلام، ودين محمد صلى الله عليه وسلم.
- ذكرت الإرادة الإلهية، والبشرية في الإيمان والكفر والهدى والضلال.
- ألمت بمهمة الرسل، وعقاب المكذبين لهم.
- ذكرت السورة التحريم والتحليل والوثنية.
- ذكرت فضل الهجرة في سبيل الله، وحذرت من فتنة المسلمين في دينهم، وجزاء الكفر بعد الإيمان.
- ذكرت العدل، والإحسان، والإنفاق، والوفاء بالعهد.
- تحدثت السورة عن موضوعات السلوك القائم على العقيدة.
- ذكرت المجال الذي تجري فيه الأحداث، وهو السماوت والأرض.
- ذكرت هطول الماء، ونمو الأشجار، والليل، والنهار، الشمس، والقمر، النجوم، والبحار، والجبال، والمعالم، والسبل والأنهار.
- ذكرت مصائر الدنيا، وأحداثها، والآخرة وأقدارها، كذلك الغيب بأشكاله، وعمقه في النفس والآفاق.
- خاطبت السورة كل حاسة من حواس الإنسان، وكذلك العقل الواعي، والإحساس.
- تناولت مشاهد يوم القيامة، والاحتضار، ومصرع الجاحدين.
- تحدثت عن أحوال البشر، من أجنة في البطون، إلى الشباب، فالهرم والشيخوخة، أي في الضعف بعد القوة، والنعمة بعد النقمة.
كما حذر الله تعالى في هذه السورة من استغلال نعمه في المعاصي، وأمر الإنسان بالشكر والحمد لعزته وجلاله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى.