عندما شرع الله العبادات ، كانت لتساعد الناس على النهوض بأنفسهم ، ومحاربة الشيطان ، الذي يتدخل في أمور حياتهم . فقد استطاع ابليس أن يغوي الإنسان فابتلاه بترك الصلاة وارتكاب المعاصي والمداومة عليها .
ولمّا كانت الصلاة عماد الدين ، كان لا بد من وقفة مع النفس ، لأن بين المسلم والكافر الصلاة ، فمن تركها فهو كافر .
لاشك أنّ الإلتزام بالصّلاة على وقتها سيساعدك كثيراً على ضبط الوقت ، ويشعرك بحلاوة الايمان وقرب الله سبحانه وتعالي منك ، وستجعلك أكثر راحة وتركيزاً سواء في مجال العمل أو الدراسة .
كيف أثبت على الصلاة :في البداية كل شيء سيبدو صعباً ، فالصلاة تحتاج لعزيمة وشدة بقدر الايمان المتواجد في القلوب فان استطعت التغلب على نفسك ستستطيع بإذن الله المداومة على الصلاة ، كل ما عليك فعله هو مجاهدة النفس لأسبوع واحد فقط ،حاول أن تفزع للصلاة فور مجيء وقتها فإن استطعت الصمود والمداومة خلال اسبوع ستتمكن من الاستمرار بإذن الله ، وفي حالات تأخير الصلاة اطلب من الله المغفرة فان الله رحيم بعباده .
واعلم أيّها المسلم أنّك إن تعوّدت على ترك الصلاة أو تأخيرها ، فإنّ الله سيؤخر كل أجر لك ، وسيعرقل حياتك التي ليس فيها نور ولا ايمان ، وسيجعلك تعيش الضنك حتى تعود إلى عقيدته مستسلماً ، متوكلاً عليه في كل أمور حياتك .
الصلاة والجنة:
جعل الله الصلاة عمود الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ، ومن تركها فقد ترك الدين .
وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة هي الصلاة ، فمن صلحت صلاته صلح سائر عمله ، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله ، فلو كانت بسهولة لدخل الجميع الجنة ، فالشيطان يدخل للإنسان من مدخل الصلاة ، ويوسوس في نفسه لتركها ، لأنه يعلم أنها هي الفارقة ، وهي التي ستحدد مصيره ، ان كان في الجنة أو النار .
كيف أثبت على الصلاة :
أولاً : يجب أن تكون على علم أيها المسلم أن الصلاة من أهم الأركان التي حددها الله سبحانه للمسلم ، فمجاهدة النفس والصبر عليها من أهم الأمور الواجب على المسلم تعلّمها .
ثانياً : الإكثار من الدعاء والطلب من الله أن يثبتنا على طاعته وحسن اتّباعه ، فالله سبحانه هو الهادي وهو المقدر للأمور ، و التعوّد على الذهاب للمسجد والصلاة جماعة ، لأنها تحبب النفس بالطاعة وتجعلها أمارة بالخير والبشر .
ثالثاً : التعود على الصلاة لم يكن سهلاً منذ بداية الدعوة الاسلامية ، لكن المسلم الذي يلتزم بالصلاة ويخشع فيها نجده يستشعر حلاوة الايمان ، والتوبة الى الله وترك المعاصي والذنوب والتفكير بعذاب القبر وظلمته .
رابعاً وأخيراً : الطّهارة الدّائمة والاستعداد وقت دخول الصلاة ، وقراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيها ، خاصة التي نستذكر بها يوم القيامة وأهواله .