يهدف الإسلام إلى سيادة العدل و الرّحمة بين النّاس ، و الصلاة هي الرّكن الأوّل من أركان الإسلام ، و أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة . الصّلاة هي وسيلة تقربك الكبرى لله تعالى و التّأكيد على الخضوع له و لأوامره ، و الخشوع في الصلاة من الواجبات لأنّ الخشوع يدل على أنّك على دراية أنّك بين يدي الله سبحانه و تعالى ، تترك كل ما تفعله في الدّنيا و تنسى قدرك و عظمتك و مناقبك و ثرواتك و تسلم وجهك لله لتشكره على نعمه و فضله و تدعوه بما تتمنى .
يقول تعالى في محكم التنزيل : { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } سورة العنكبوت : 45 . كذلك هي الصلاة كما أخبرنا الله تعالى ، أنها تنهى عن الفحشاء و المنكر ، فكيف يحدث ذلك ، وكيف تجعلك الصلاة شخصاً احسن وأفضل و تجعل سلوكك أكثر تهذيباً ؟ .
فلنبدأ من الوضوء ، أنت تترك ما تفعله و تذهب لتتهيّأ للمثول بين يدي الله تعالى ، تصلّي و تدعوه خوفاً و طمعاً ، و تخرج لتكمل يومك مجدداً . الشعور بالخشوع في الصلاة يجب أن ينسيك الكبر و النّظرة الدونية للغير ، لأنّك كنت منذ دقائق تقف ذليلاً بين يدي من خلقك ، فيكف تتكبّر على شخص أنت و هو مخلوقان من نفس الخالق و فيكما من روحه ، أمّا احساسك بالطّهارة و النّقاء بسبب الوضوء و الصلاة ستود أن يلازمك لأطول وقت ممكن ، ستبتعد دون أن تشعر عن الأشياء المنفرة و المكروهة من الله تعالى ، و شعورك بالخوف من الله تعالى و استحضار قوّته و عظمته سبحانه ستجعلك تفكّر أكثر من مرّة قبل الإقدام على معصية ، و عند حدوث ذلك ستشعر بالرّضا عن نفسك و لن تجد سوى أنّك تطلب من الله أن يتقبّل منك ، لأنّ في إبتعادك عن المعاصي ثواب و أجر كبير ، خاصّة كلّما كان ابتعادك عنها أصعب و أشق عليك .
فالصّلاة هنا تجعلك تحاسب نفسك و تعينك رقيباً على ذاتك و تحضك على حسن معاملة الآخرين و أن تكون حسن اللسان طيب الرفقة ، و تجعلك تستحضر الله تعالى في كل أمور حياتك و هو الرحمن الرحيم .