الحمد لله تعالى على نعمة الإسلام والصلاة والسلام على خير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، لقد فرض الله تعالى علينا فرائض وجعل من صلاح إسلام المرء القيام بها ، ومن هذه الفرائض الصلاة. إنَّ الصلاة هي الركن الثاني في الإسلام وعمود الدين فمن إستقام عمود الدين عنده استقامت عنده بقية الأمور ، وأول ما يحاسب عليها المرء يوم القيامة، لذلك وجب علينا الإلتزام بها وتأديتها بالطريقة المثلى للوصول إلى أعلى الدرجات.
الصلاة واجبة على كل بالغ عاقل لا تسقط عن المسلم ولا في اى ظرف من ظروف الحياة ، ولا بد من معرفة أحكامها وواجباتها و أركانها ، ولكن ما زال الله عز وجل يُسهَّل على المسلمين أداء الفرائض في بعض الأحوال الطارئة ، لاتسقط العبادات في الظروف الطارئة وإنما لها أحكام خاصة ، مثل رخصة الجمع والقصر في الصلاة، و شرّع الإسلام الجمع والقصر في الصلاة في الظروف الطارئة مثل السفر والأمطار الغزيرة، فكيف يتم الجمع والقصر في الصلاة وما هو الفرق بينها؟
تعريف ومعنى القصر والجمع في الصلاة وطريقة تأديتها
- القصر في الصلاة : أن نُصلي الركعات الأربع في الصلاة ركعتين.
- الجمع في الصلاة : جمع صلاتين معاً مثل الظهر والعصر ، وجمع المغرب و العشاء ، جمع تقديم إذا تمت الصلاة في وقت الصلاة الأولى أو جمع تأخير إذا تمت الصلاة في وقت الصلاة الثانية.
ويكون القصر في الصلاة للمسافر فقط على الأغلب ، أما الجمع بين الصلوات يجوز للمسافر كما يجوز للمقيم ذلك إذا وُجِدت أعذار تبيح الجمع كسقوط الأمطار الغزيرة أو المرض مما يُصعِّب على المصلي الوصول الى المسجد.
عن عبد الله بن مسلمة بن قعنب عن عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال :" صحِبت ابن عمر في طريق مكة قال : فصلى لنا الظهر ركعتين ثم أقبل و أقبلنا معه حتى جاء رَحلَه وجلس وجلسنا معه فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى فرأى ناساً قياماً ، فقال : ما يصنع هؤلاء؟ قلت :يُسبِّحون ، قال لو كنت مُسبِّحاً لأتممت صلاتي يا ابن أخي إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله ، وصَحِبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله وقد قال الله تعالى: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) سورة الأحزاب.