الصلاة
تعتبر الصلاة ركناً مهماً من أركان الإسلام، بل تعدّ الركن الأهم فيها، فلا يصح الدين من دون أن يكون المسلم متوجهاً بقبلته لله سبحانه وتعالى، والدين الذي أراده الله للعباد هو أن يكون العبد خاضعاً بين يدي مولاه، ويحاول قدر المستطاع أن يقدم لدينه من خلال الفروض التي يؤديها.
والصلاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، ولا يصح الإسلام دونها، فالفرق بين المسلم والكافر الصلاة، فمن تركها عامداً جاحداً فقد كفر، ولعلنا لاحظنا في الآونة الأخيرة عزوف العديد من الشباب عن أداء هذه الفريضةِ المهمةِ، ونسوا أن الله قد أعد للجاحدين عذاباً أليماً، وفي خضم حديثنا عن الصلاة، فلا بد أن نذكر أن الصلاة هي عماد الدين، وهي أساس الدين بشكل ٍعامٍ.
وجد النبي صلى الله عليه وسلم طريقه الحقيقي في جعل الصلاة هي الأساس في حياة المسلمين، فالصلاة وحّدت المسلمين على درب واحد، وجعلتهم يقفون بجوار بعضهم في الصلاة دون أن يشعروا أن هناك من هو احسن وأفضل من الآخر، وقد ساعد ذلك جداً في تحسين نفسيات المؤمنين، وتوحيد الصفوف بشكل لا يمكن تخيله.
كيف تصبح وتكون الصلاة صحيحة؟
الصلاة كي تقبل يجب أن تكون صحيحة، وخالصة النية لله سبحانه، ولكي تكون صلاتك صحيحة ومقبولة مئة بالمئة، ما عليك إلا أن تصليها بإتقان، وبروح مطيعةٍ لربها، وخاضعةٍ له، ولا تحاول أن تكون مستهيناً بهذه الصلاة مهما كانت الأسباب، وهناك العديد من الأقوال التي حث عليها العلماء، والتي تحذر من خطورة ترك الصلاة أو حتى الاستهانة بها.
إسباغ الوضوء
معنى إسباغ الوضوء، أن يكون قلب المؤمن وعقله على وعيٍ تامٍ أثناء الوضوء قبل الصلاة، فإن الوضوء الصحيح هو أولى الطرق وخطوات للصلاة الصحيحة، فيجب أن يكون الوضوء مكتملا، فأحد الصحابة رضي الله عنه قال: (أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار)، فيجب أن يكون كل جزء من جسم الإنسان طاهراً، ومتوجهاً لله سبحانه، وفي حال نقض الوضوء يجب على المؤمن أن يعيده، ويحاول أن يكون متفكراً في كل خطوة يفعلها، والتي من شأنها أن تؤثر في طريقتنا في الوضوء والصلاة على حد سواء.
والأعقاب هي الجزء الأخير في القدم، والذي يجب أن يصله الماء حتى يكتمل الوضوء، ولا بد من الإسراع في الطهارة في حالة الجنابة، أو في حال الانتهاء من فترة الحيض أو النفاس، ولا تتهاون في ترك وقت الصلاة لأنّ ذلك قد يعود عليك بالعواقب الوخيمة.
تهيئة النفسية لاستقبال موعد الصلاة
عندما يدخل موعد الصلاة، ووقت الأذان حاول أن تهيئ نفسك بشكل عام لاستقبال وقت الصلاة، ويمكنك الاستعداد من خلال الترديد مع المؤذن، وبعد الآذان اجلس وادع الله فهو وقت مستجاب به الدعاء، وادع دعاء ما بعد الآذان، وأبقِ قلبك جاهزاً لإقامة الصلاة بشكلٍ كامل، ولا تترك الصلاة أو تتأخر عنها، وحاول أن تصلي صلاتك في موعدها، فهذه من أسلم الطرق ووسائل حتى لا تصاب بالكسل في أوقات الصلاة الحقيقية.
وأبرز الأمور التي تساعدك في تهيئة نفسك للصلاة أن تترك جميع المشكلات الدنيوية خلفك، وتحاول أن تدخل في الصلاة بقلبٍ صافٍ وخالٍ من أي عقد أو أن يكون ذهنك مشغولاً بأيّ شيءٍ آخر، وأكثر ما يصيب المرأة في الصلاة أنها تشعر أنّ أبناءها ليسوا بأمان، وتبقى طوال الصلاة تفكر فيهم، أو أنها تضع شيئاً ما على النار، وتحاول أن تنجز الصلاة بسرعة حتى لا يحترق الطعام على سبيل المثال، فهذه الأمثلة وغيرها من أكثر الأمور التي تجعل الصلاة غير صحيحة وغير مقبولة على الإطلاق.
التكبير للدخول في الصلاة
أوّل ما يجب على المؤمن القيام به عندما يحين موعد الصلاة هي تكبيرة الإحرام، أو تكبيرة الدخول في الصلاة، فيجب على المؤمن أن يكبر في المقام الأول قبل أن يبدأ بأداء فريضة الصلاة، لأنّها هي العنوان الأول لهذه الفريضة، وقد رأى بعض علماء الدين أن الصلاة قد تكون ناقصة إن لم يكبر المؤمن للدخول في الصلاة بشكلٍ عام، وعليه فإنّ هذه الخطوة من الطرق وخطوات المهمة التي تؤثر في خشوع المؤمن، وتجعله متيقظاً لصلاته.
التوقّف عن التفكير في اى شيء غير الصلاة
الشيطان يمسك الإنسان وقت الصلاة، ويبدأ يوسوس له بالأشياء المهمة في حياته، ويبقي ذهنه مشغولاً بأمور الدنيا، فيجد الإنسان نفسه لا يفعل شيئاً غير أنه يقوم ببعض الطرق وخطوات التي تشبه طرق وخطوات الصلاة، وفي حقيقة الأمر فإنّ عقله وقلبه فارغين من الخشوع، والثبات على الدين وقت الصلاة، وإن شعرت أن الشيطان بدأ بالتغلب عليك في الصلاة، فحاول أن ترفع صوتك قليلاً أثناء قراءة الآيات، وكبر بين الركعات حتى تشعر بالصحوة، ويتركك الشيطان في هذه الحالة.
قراءة القرآن بأحكام التجويد
القرآن في الصلاة يجب أن يرتل بأحكام التجويد، ويجب أن يكون في صلاتك أمر مفروغ منه، والمعروف أن أحكام التجويد لا يعلمها الكثيرون، ولكن في الصلاة يفضل على المؤمن أن يحفظ سورتين أو أكثر بالإضافة إلى سورة الفاتحة بأحكام التجويد، لأن الصلاة بدون ذلك لا يمكن أن تكون صحيحة، وقد يبقى الرجل يصلي طوال حياته، ثم يجد أن صلاته لم يقبل منها شيئاً، وهذا أمر طبيعي لمن اعتاد أن يستهين بالصلاةِ بشكلٍ عام.
قراءة الفاتحة في كل ركعة
كي تكون صلاتك صحيحة، يجب أن تقرأ الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وحاول أن تكون متنبّهاً لهذه الخطوة، فالركعة التي لا تُقرأ فيها سورة الفاتحة لا تقبل في الصلاة مطلقاً، والفاتحة شرط أساسيّ من شروط الصلاة الصحيحة.
الامتناع عن الطعام والشراب
فإن جاء موعد الصلاة، وكبر المصلي للدخول في الفرض لا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يلهي نفسه في الطعام أو الشراب، وفي حال كان قد تناول طعامه قبل الصلاة فيفضّل أن يغسل أسنانه بالسواك أو بالفرشاة والمعجون، لأن الملائكة كالإنسان تنزعج من روائح الطعام القوية كالبصل والثوم.
الصلاة على القبلة
يجب أن تولي وجهك باتجاه القبلة، وحاول أن تكون على علمٍ بها في كل مكان تتجه إليه، وفي حال كنت على سفر، فلا بأس بأن تصلي على أي قبلة تريد فإن وجه الله في كل مكان، والله موجود في كل جهة من جهات الأرض.
الصلاة في مكان طاهر
حاول قد المستطاع أن تصلي في الأماكن الطاهرة، والتي يجوز فيها القيام بأي أمر غير الصلاة كالنوم مثلا أو تناول الطعام، وابتعد عن الأماكن القذرة التي تحتوي على روث الحيوانات مثلاً أو دورة مياه أو ما شابه ذلك، واستعمل سجّادة الصلاة في الأماكن الخالية لتضمن الوصول إلى مرحلة الطهارة المطلوبة.
وختاماً فإن الصلاة لتكون بطريقة صحيحة يجب على المؤمن أن يكون قادراً على التفكر فيها، ويعمل قدر المستطاع على أن يذكر الله في كل أوقات اليوم، وخاصةً في أوقات الصلاة، وتذكر أيها المؤمن فضل الصلاة عليك، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.