عرف الناس التواصل بالمراسلات منذ قديم العصور ، و قد كانت المراسلات بين الناس قديماً تتم عن طريق نقل الرسالة من بلد لآخر مع شخص يسمى الساعي ، أو الرسول حيث كان يوصل الرسالة إلى الطرف المطلوب تسليمه الرسالة ، و من ثم لو كان هناك رد على تلك الرسالة فإن الساعي ( الرسول ) يعود بالرد مرة أخرى لبلد موطنه ، ثم إهتدى الإنسان للحمام الزاجل ، فأصبح الساعي يذهب بالرسالة و معهه إحدى الحمامات ، ثم يعيد الرد مع الحمام لأن ذلك سوف يكون أسرع ، حيث عرف الحمام الزاجل بعودته لوطنه مهما بعدت المسافة.
و مع تطور العصور أنشأت مكاتب للبريد، و أصبحت تجمع فيها الرسائل ثم تقصد وجهة وصولها عبر السعاة على ظهور الحيوانات ، و من ثم عبر طرق ووسائل المواصلات إما براً أو جواً خلال القرن العشرين ، و بقي الحال على ذلك عشرات من السنين حتى تم إختراع ما يسمى اليوم بالشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) ، و مع أنها لم تلغي دور البريد الورقي بشكل كامل إلا أنها قلصت من حجم إستعماله إلى حد كبير جداً .
حيث تم في نهاية القرن العشرين إختراع البريد الإلكتروني ، و هو عبارة عن طريقة لإرسال رسائل إلكترونية ( مطبوعة على الشاشة و ليست ورقية ) من مكان ما في العالم إلى أي مكان آخر - حتى و إن كان في أقاصي أصقاع الأرض - و خلال ثوان معدودة ، مع إمكانية الإرسال لأكثر من جهة و في أكثر من بلد و في نفس اللحظة و خلال ثوان معدودة أيضا.
كما يمكن البريد الإلكتروني من حفظ السرية فالرسالة تنتقل منك إلى المرسل إليه دون وجود ساع بينكما ، كما يمكنك حفظ أرشيف هائل من الرسائل المرسلة و المستلمة داخل بريد الإلكتروني دون أن يكلفك حيزاً مادياً أو حتى حيزا على وحدة التخزين في جهاز الحاسوب الذي تستعمله ، حيث أن تلك الرسائل تكون محفوظة برقمك السري الذي تستعمله في بريدك في أماكن تخزين عالمية على الشبكة العنكبوتية.