الرادار هو واحد من الأجهزة الإلكترونية التي تستعمل في مجالات متعددة بشكل كبير جداً حيث أن هذه المجالات تعتمد اعتماداً تاماً على هذا الجهاز، فهذا الجهاز يعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية في عمله عن طريق تحديد إحداثيات الجسم الثابت أم الجسم المتحرك و تحديد اتجاه الحركة و السرعة التي يتحرك بها هذا الجسم، و يمكن في بعض الأحيان و باستخدام هذا الجهاز تحديد طبيعة الأجسام التي تم رصدها. حيث تم اختراع الرادار و اكتشافه للمرة الأولى في العام 1887 ميلادية، و ذلك بجهود عالم الفيزياء الألماني هنريتش هيرتز، و هو الذي توصل بجهوده الكبيرة إلى أن الأمواج الكهرومغناطيسية ترتد و تنعكس عند ارتطامها بالأجسام الصلبة في الفضاء.
طريقة عمل الرادار: مبدأ عمل هذا الجهاز هو بسيط جداً، و هو يعتمد على خاصية انعكاس و ارتداد الأشعة الكهرومغناطيسية عند ارتطامها و سقوطها على جسم معين من الأجسام، و هذا الارتطام سيعكس بالضرورة هذه الموجات الساقطة باتجاه معاكس لاتجاه سقوط هذه الموجات الكهرومغناطيسية. و هذه هي بالضبط فكرة عمل جهاز الرادار، حيث يقوم هذا الجهاز بإرسال الموجات الكهرومغناطيسية التي تنتشر في الفضاء، حيث أنها ستنعكس بالضرورة عن كل جسم في الفضاء ترتطم به، فيقوم الجهاز الذي أرسل هذه الأمواج باستقبالها مرة أخرى و بالتالي يتحدد مكان الهدف عن طريق معالجة الموجة المرتدة. و هذا النظام مشابه تماماً للطريقة التي تعتمد عليها بعض الكائنات الحية كالوطاويط – على سبيل المثال -، حيث تقوم الوطاويط بإرسال بعض النبضات ذات الترددات المعينة، و التي تكون في نطاق ما فوق الصوتية و عندما تنعكس هذه النبضات الفوق صوتية يستقبلها الوطواط مرة أخرى و يعمل دماغه على معالجتها و من ثم رسم صورة ثلاثية الأبعاد للمكان الذي يتواجد فيه الوطواط، مما يساعده على تلافي العوائق أثناء حركته.
لا ينحصر استخدام الرادار بشكل كبير و واسع في المجالات الحربية فقط أو أثناء الحروب و المعارك فقط، بل يمتد استعمال الرادار إلى العديد من المجالات الأخرى و التي من أبرزها استخدامه في عملية الملاحة البحرية و الجوية و ذلك لمنع اصطدام السفن و الطائرات بعضها ببعض، كما و تستخدم الشرطة المرورية الرادارات بشكل واسع في ضبط المخالفين من السائقين، و خاصة مخالفات السرعات الزائدة و التي تتجاوز حدودها الطبيعية المنصوص عليها في القانون، و أيضاً تستخدم الرادارات في الأرصاد الجوية و الدراسات العلمية و الفلكية كدراسة الأقمار و الكواكب و النيازك و كافة الأجرام السماوية الأخرى التي تتواجد في الفضاء.