يعتبر جهاز المايكرويف ( فرن المايكرويف ) أحد الأجهزة الرئيسية في المطبخ والذي يقوم بتسخين الاطعمة ولا يقوم بطبخها ، ويعود سبب هذه التقنية إلى وجود أشعة كهرومغناطيسية قصيرة الطول الموجي (تسمّى بالمايكرويف) ، وتتميز بالترددات العالية التي تمكنّها من اختراق الأجسام التي تمرّ من خلالها ، وتمّ اكتشاف قدرة هذه الأشعة على تسخين الأشياء وخصوصاً التي تحوي سوائل أو مواد دهنية من خلال التجربة التي حصلت مع العالم الأمريكي ( سبنسر) حيث كان في المعمل التقني المفعم بأشعة الراديو والاشعة الميكروية اذ كان يحمل في جيبه قطعة من الشوكولاته والتي لاحظ ذوبانها بشكل غريب وعندما اجرى التجربة على بيضة وحبّة من الذرة وحدث تسخين وانفجار للبيضة وتحوّلت الذرة إلى فوشار تبيّن له وجود سرّ يكمن في جهاز كهرومغناطيسي يدعى (Magnetron) وهو يعمل على انتاج هذه الأشعة الكهرومغناطيسية ذات الطول الموجي القصير والتردّدات العالية والتي بدورها تعمل على تسخين جزيئات الأجسام التي تمرّ من خلالها .
وبناءً على هذه التجربة تمّ صنع جهاز منفصل يحتوي هذا الجزء الكهرومغناطيسي (Magnetron) في داخل جسم معدني بحيث يتم تسليط هذه الأشعة على الأطعمة الموجودة بداخل هذا الصندوق والذي أصبح يدعى فرن المايكرويف (Microwave Oven) ، وكان أول جهاز يبلغ ارتفاع 1.80 متراً ووزنه تقريباً 350 كغ وكان ذلك في عام 1947م.
أمّا عن عمل هذا الجهاز الذي ساعد كثيراً في اختصار الأوقات في تسخين الطعام فسنتحدّث عنه بكل بساطة وبعيدا عن التعقيد ، يكمُن سّر العمل لهذا الجهاز في انتاج هذه الأشعّة الميكروية والقلب النابض لهذا الفرن هو ما قلنا سابقاً الماغنترون (Magnetron) وهو انبوب مغناطيسي مفرغ تتصل به مزوّدات الطاقة الكهربائية حيث يعمل بآليتين كهربائية وميكانيكية ( وهو ما يدعى بالكهروميكانيك) حيث تقوم وحدة مضاعفة قيمة القدرة الكهربائية إلى 3000 فولت تقريباً مع اختلاف الأجهز طبعا وبالتالي يقوم الماغنترون بتوليد ذبذبات وموجات قويّة بترددات عالية تصل إلى 2500 ميغا هيرتز (2.5 GHZ) وهذا هو احدى ترددات المايكرويف وتنطلق هذا الأشعة وبوجود مروحة داخل الأنبوب تنطلق هذه الأشعة إلى داخل حجرة الطعام داخل الفرن حيث يكون الطبق ( طبق الطعام المراد تسخينه ) موضوعاً على طبق دائري متحرك وذلك لضمان تسخين الطعام من كافة الاتجاهات ، وبالتأكيد أن هذه الأشعة يتم امتصاص من خلال الأطعمة التي تحتوي على جزيئات الماء أو المواد الدهنية ، لذا فمن سلبيات الجهاز هو عدم قدرته على إحداث التسخين في الاطعمه ذات القوام الصلب.
ومن الاختلافات البارزة بين هذا الفرن الميكروي والأفران التي تعمل بالحرارة التقليدية ( غاز مثلاً ) هي أنه لا يقوم بتحمير الأطعمة وإنما فقط تسخينها وهناك أختلاف آخر هو أن التسخين في الأفران الميكروية يتم من خلال تسخين الجزيئات الداخلية للطعام ( فهو اذن يقوم بالتخين من الداخل إلى الخارج بالنسبة للطعام) وليس من الخارج إلى الداخل كبقية الأفران ، كما أن الأوعية يجب أن تكون مفتوحة اثناء وضعها في الميكرويف وكذلك فإن الاوعية البلاستيكية أو الزجاجية أو المصنوعة من السيراميك لا تتأثر بالحرارة الناتجة من هذه الأشعّة .
وفي معظم أفران الميكرويف يوجد هناك وحدة تحكّم رئيسية تحتوي قائمة بالأطعمة المراد تسخينها ومدّة التسخين وكذلك تنظيم الكهرباء ونظام الأمان لفصل الجهاز عن العمل في حال حدوث عطل أو ما شابه ، كما أنّ هناك وحدة كهربائية تعمل على مضاعفة الفولتية إلى قيم عالية وبآليات كهروميانيكية وكذلك وجود الماغنترون والذي يعدّ هو العصب الأساسي للجهاز كما ذكرنا سالفاً .