في قديم الزمان لم تكن الحياة بهذه السهولة التي نشهدها اليوم، إذ لم يكن هنالك أي من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الموجودة في أيّامنا هذه، بحيث كانت تتمّ جميع الأعمال يدوياً وبالاعتماد على الإنسان نفسه، أمّا اليوم فقد شهدنا الكثير من الأجهزة التي سهّلت القيام بالأعمال اليومية بشكل كبير، كذلك الأمر بالنسبة للتواصل مع الآخرين، الذي كان يكلّف الإنسان الكثير من التعب والمشقة كي يستطيع التواصل مع الآخرين خاصةً في حال كانت المسافة بعيدة، إذ لم يكن هنالك الهواتف والحواسيب وشبكات التواصل الاجتماعي كتلك الموجودة اليوم، لكن هذا الوضع لم يدم طويلاً، إذ توصّل الإنسان إلى اختراع الهاتف، ومن ثمّ الهواتف النقالة، التي تطورت في ما بعد إلى الهواتف النقالة الذكية التي غزت العالم في أيامنا هذه.
أحدثت الهواتف الذكية نقلة نوعية كبيرة في مجال الاتصالات والتواصل مع الآخرين، لما لها من مميزات كثيرة تفتقر إليها الهواتف النقالة القديمة والتقليدية، والتي كان يقتصر استخدامها على التحدث فقط، في حين أن الهواتف الذكية متعددة الاستخدامات، فقد فتحت آفاقاً واسعة جداً في مجال الاتصالات، بحيث أتاحت لنا التحدث مع الآخرين وإرسال الرسائل النصية وإجراء المكالمات المرئية بالصوت والصورة، والتواصل مع الآخرين من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة كالفيسبوك، تويتر، وغيرها.
مجال استخدام الهواتف الذكية لم يقتصر فقط على التواصل مع الآخرين، إذ تم تزويدها بكاميرا رقمية ذات دقة عالية لالتقاط الصور المختلفة ومعالجتها، وتسجيل مقاطع الفيديو، دون الحاجة لحمل الكاميرا، كما أن هذه الهواتف مربوطة بالإنترنت الأمر الذي مكننا من تصفح البريد الإلكتروني في اى وقت دون الحاجة إلى الرجوع إلى الحاسوب، واستخدام الخرائط وتحديد المواقع بدقة عالية، ومشاهدة مقاطع الفيديو المختلفة، بجودة عالية، وتحميلها على الجهاز.
أتاحت لنا الأجهزة الذكية معرفة آخر الأخبار، وحالة الطقس يومياً، والاطلاع على الحجوزات وتوثيقها عن طريق الإنترنت بسرعة فائقة، كما أتاح لنا فرصة تنزيل مقاطع الموسيقى والأغاني المفضلة وتخزينها على الجهاز، وتحميل وتنزيل الألعاب الإلكترونية المختلفة التي جعلت من الهاتف الذكي وسيلة ممتعة للترفيه عن النفس، بحيث يمكن الاستمتاع بهذه الألعاب في اى وقت وفي اى مكان دون الحاجة إلى وجود جهاز حاسوب، عدا عن إمكانية تحميل وتنزيل التطبيقات المختلفة من متجر التطبيقات المتوفر على أنظمة تشغيل هذه الهواتف، والتي تستخدم في العديد من المجالات، فكل ما زاد عدد هذه التطبيقات وزاد تنوعها تمكن المستخدم من استخدام هاتفه الذكي بالدرجة القصوى.