نعمة البصر
نعمة البصر، إحدى نعم الله تعالى على عباده التي مّن بها على الإنسان، إذ منحه إياها الله تعالى لرؤية ما حوله من خلق الله تعالى والتأمّل في ملكوت الله، وعلى الإنسان الحفاظ على هذه النعمة وحمايتها من التضّرر وعدم إلحاق الأذى بها بأي طريقة والحفاظ عليها إذ إن إصابتها بالأمراض يؤدي إلى كدر الحياة وعدم ممارسة الحياة اليومية على طبيعتها، وتصاب العين البشرية بالكثير من الأمراض التي ترهقها كالعمى وضعف النظر وغيرها من الأمراض، وعلى إثرها يعيش الإنسان متكّدراً من الألم العضوي والنفسيّ لفقدانه الإبصار السليم 100%، اليوم سنبحث موضوع ضعف النظروأنواعه وأعراضه وأسبابه وعلاجه وسبل الوقاية منه.
الأنواع
تصاب العيون وبصرها بعدّة أمراض تؤثر على وظيفتها، ومنها، ضعف النظر وتقسم إلى ثلاثة أقسام:
- قصر النظر: وهي حالة تصيب نظر المريض إذ تجعله غير قادر على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح وتكون بصورة ضبابيّة، وإنّما يستطيع رؤية الأشياء القريبة منه فقط بوضوح والسبب في الإصابة بهذا النوع من المرض هو زيادة تحدّب القرنية أو طول العين غير الطبيعي فيكون سقوط الأشعة أمام القرنية وليس عليها ما يجعل عملية الإبصار ليست سليمة وفي العادة غالباً يبدأ قصر النظر في مرحلة الطفولة.
- طول النظر: هذا النوع من أمراض ضعف النظر التي تصيب العين على العكس تماماً من قصر النظر إذ إنّ الأشياء القريبة تكون غير واضحة نهائياً والمصاب بهذا النوع من ضعف النظر يمكنه رؤية الأشياء البعيدة بوضوح والتفسير الطبيّ لهذا النوع من الأمراض هو زيادة تسطّح القرنية أو ضيق العين إذ لا يسمح ذلك للأشعة المنعكسة بالتجمّع على سطح الشبكيّة كما في العين السليمة، وإنّما تكون نقطة تجمّع الأشعة المنعكسة خلف الشبكيّة ما يجعل الصورة غير واضحة.
- اللابؤرية (الاستجماتزم): وهذا النوع من مشاكل وعيوب ضعف النظر مختلف كل الاختلاف عن طول وقصر النظر اللذان يجتمع بهما العين في نقطة واحدة فقط حتى وإن كانت لا تسقط على الشبكية، أما في هذا النوع من أنواع ضعف النظر فإن الأشعة تتوّزع ولا تجتمع في نقطة واحدة وإنما في أكثر من نقطة ما يجعل الرؤية مشوّشة والصورة غير واضحة مهما كانت المسافة، ويحدث هذا النوع إثر زيادة نسبة تحدب أحد جانبيّ الشبكية بشكل أكبر من الآخر إذ يتجمع الضوء على نقطة واحدة ، ويتمّ إسقاطه على القرنية في عدّة نقاط مختلفة.
الأسباب
- الوراثة: تعّد الوراثة أحد الما هى اسباب الرئيسيّة في إصابة الفرد بضعف النظر إذ إنّه من الممكن أن تنتقل هذه المشكلة إلى الأبناء في حال إصابة أحد الوالدين أو كلاهما.
- التقدّم في السن: يصاب الإنسان كلما تقدّم به العمر بأمراض تؤثر على البصر سواء بطول أو قصر، وتكون فرصة الإصابة بأحدهما أكبر بعد تخطّي عمر الأربعين عاماً إذ تتعرّض عدسة العين للإصابة بالتصلّب وتفقد مرونتها إذ تفقد السيطرة في التركيز على الأشياء القريبة إذ يضطر أغلب الناس إلى اقتناء نظارة للمساعدة على القراءة.
- سوء التغذية: يعّد الإهمال بالتغذية وسوئها من أحد الما هى اسباب التي تؤثر على البصر لذلك على الإنسان الاهتمام بتغذيته السليمة والمتوازنة للحفاظ على صحتها ومن خلال الاهتمام بتناول الخضروات والفواكه والتركيز على الخضروات الغنية بفيتامين A.
- إهمال نظافة العين: يشيع هذه الأمر في الدول المتقدمة والنامية ويحدث ذلك نتيجة الضغوطات والتعرّض الكبير للملوّثات بالإضافة إلى غياب التوعية الصحية والسليمة ومن أبرزها استخدام عدسات لاصقة رخيصة ومشاركة الآخرين بها مما يؤدي إلى انتقال الفيروسات.
- إرهاق العين: أدّى انتشار الأجهزة الإلكترونية في الحياة اليومية كالهواتف واللاب توب والأجهزة اللوحية وغيرها إلى زيادة نسبة استخدامها والتركيز بها لأوقات طويلة جداً مما يؤدّي إلى إجهاد العين وبالتالي يؤثر سلبياً عليها.
- النوم الخاطئ: من أبرز الأخطاء خلال النوم التي تؤثر على العين هو النوم على البطن أي وجهك للأسفل إذ يكون الضغط على العينين شديد، وهذا ما نهى عنه رسول الله عليه وسلّم.
- الإصابة بالأمراض: قد تؤدّي الإصابة ببعض الأمراض كمرض السكري المزمن على التأثير ونتائج على النظر وسلامته والذي قد يصل الأمر إلى فقدانه في حال لم يتم المحافظة عليه.
الأعراض
من الأعراض التي تنذر بالإصابة بضعف النظر:
- اضطراب في الرؤية وعدم وضوحها.
- صعوبة القراءة والكتابة.
- اضطراب في رؤية الألوان على حقيقتها.
- الصداع المزمن (ألم في الرأس في مقدمة الرأس بشكل كبير وأحياناً خلف الرأس).
- توّرم العين.
- الإرهاق والتعب بشكل عام.
- الشعور بظهور مناطق مظلمة في الرؤية.
- زيادة تدميع العين.
- الشعور بوجود هالات في منطقة أمام العين.
الوقاية
- دورية زيارة الطبيب والمداومة على فحص العيون باستمرار.
- الالتزام بارتداء النظارة الطبية عند الحاجة للحفاظ على راحة العين.
- المحافظة على التغذية السليمة والابتعاد عن التغذية السيئة.
- الاهتمام بنظافة العين وسلامتها.
- الاهتمام بالعين وزيارة الطبيب فوراً لدى إصابة العين بأي عدوى.
- احرص على تنظيم مستوى السكر في الدم إذا كنت مصاباً به.
- احرص على ممارسة تمارين العين باستمرار.
أعراض ضعف النظر لدى الأطفال
قد يصاب الأطفال منذ لحظة الولادة باضطراب في النظر، فعند ملاحظتك أيّ من الأعراض أدناه عليك التوّجه فوراً إلى الطبيب المختص لمعالجة وتدارك أي نوع من أنواع ضعف النظر، والأعراض هي:
- عدم استقرار النظر.
- انعدام ردود الفعل لدى الأجسام التي يتمّ تقريبها لعيون الطفل.
- البكاء المتواصل وحكّ العيون بسبب إصابته بالألم.
- اختلاف لون العيون أو كلاهما.
- زيادة إفراز الدموع وإفرازات العيون.
- بروز العين.
- فقدان السيطرة على العينين وعدم القدرة على تركيز النظر.
- الانزعاج والبكاء من الضوء.
- ازدواجية الرؤية.
- رؤية هالات حول الضوء.
- قيام الطفل بتقريب الأشياء إلى حد الأنف للقدرة على رؤيتها.
- إيجاد صعوبة بالتعليم (القراءة والكتابة، وتكون الصعوبة في القراءة أكثر من الكتابة).
- إيجاد الصعوبة في قراءة الأشياء المكتوبة بخطها الطبيعيّ إلى أن يتمّ تكبير أو تصغير الخط.
- إيجاد صعوبة بالتفرقة بين الألوان.
- الاكتئاب.
- تعب عام وشديد مع فقدان القدرة على التركيز.
العلاج
يخضع المصاب بضعف المرض إلى علاج و دواء معين، ويكون العلاج و دواء وفقاً للحالة التي وصل إليها المريض وحسب فحص وتشخيص الطبيب للحالة، ويكون، ويتم علاج و دواء ضعف النظر بثلاثة طرق ووسائل وهي:
- النظارات: يكون العلاج و دواء الأول لضعف النظر هو النظارات الطبية إذ تكون النظارة ضمن درجة الانحراف أو القصر أو الطول.
- عمليات تصحيح الشبكية بالليزر: يتمّ علاج و دواء ضعف النظر بالليزر لتصحيح الشبكية ويكون كالتالي:
- يتمّ علاج و دواء الجزء المركزي الأكثر تسطّحاً في القرنية وذلك بالقيام بكشط درجة معيّنة من الجزء المركزي من القرنية، ويكون هذا العلاج و دواء في حالة قصر النظر.
- يتمّ علاج و دواء الجزء المركزي في حالة طول النظر، إذ تكون القرنية أكثر تحدّباً وذلك بكشط درجة معيّنة يحددّها الطبيب وفقاً للحالة المرضية من الجزء الطرفي أو الخارجيّ من القرنية.
- في حالة اللابؤرية (الإستجماتزم) تتمّ عملية العلاج و دواء في هذا النوع من ضعف النظر عن طريق إزالة طبقات من القرنية الأكثر كروية.
- الجراحة: إذ يخضع المصاب في هذه الحالة لعمليات جراحية لتركيب عدسة للعين وإزالة التليّف الذي يتكوّن حول الشبكية والقرنية.