الطيران
لقد توالت الاكتشفات والاختراعات في تاريخ البشرية، فكان في كل عصرٍ تظهر بعض التغيرات التي توجه نظرة الإنسان واهتمامه إلى شأنٍ معيّنٍ دون غيره، وكان الفضاء واستكشافه من الأمور المحيرة والغامضة له في العصور القديمة، فنظر إلى الطيور التي تطير وحاول تقليدها، واعتبر عباس بن فرناس العربي الرائد في هذا المجال.
كما أنَّ الإنسان لجأ إلى إطلاق المقذوفات في الجو قبل اللجوء إلى محاولة الطيران، فاستطاع الوصول إلى الصواريخ لاحقاً، حيث تستطيع الانطلاق وحدها في الجو بفعل عمليات ميكانيكية تحدث داخل الصاروخ، واعتمد على هذه الصواريخ في تطوير معرفته في الفضاء والمحيط الخارجي، ولكن متى كان أول ظهورٍ للصواريخ عند البشرية؟؟
أول ظهور للصواريخ
اختلفت المعلومات التي تتحدّث عن أول ظهورٍ للصاروخ الحقيقي على الأرض، فكل ثقافةٍ أرّخت ما ظهر لديها وما رأته أنه هو الظهور الأول للصاروخ، وتشير بعض هذه التواريخ إلى أن أول صاروخٍ بدائي كان في القرن الأول الميلادي في الصين، خلال معركة كاي كنج بين الصينيين والمغول، حيث استخدم الصينيون الصواريخ - التي كانت عبارة عن سهامٍ تنطلق وحدها - واستطاعوا أن يصدوا الهجوم المغولي، وكان ذلك عام 1232م.
كانت هذه السهام عبارةً عن أنبوبة طويلة تحتوي في نهايتها على البارود بينما الطرف الآخر مفتوحٌ، ويتم تعليق هذه السهام على عصا، فعندما يتم إشعال البارود ينتج عن ذلك نارٌ ودخانٌ وغازٌ ثم ينطلق السهم بفعل الضغط، وكانت العصا تستخدم كموجه لاتجاه انطلاق هذه الصواريخ.
تطوّر الصواريخ
بعد انتهاء حرب كاي كنج لجأ المغول إلى تطوير فكرة الصواريخ لديهم وهذا ما زاد من انتشار استخدامها في القارة الأوروبية، وبعدها تم عمل التجارب والتطويرات على الصواريخ في الفترة بين القرن الثالث عشر والخامس عشر، فاستطاع الراهب روجر أن يطوِّر البارود المستخدم في إطلاق الصواريخ، وتوصّل جان فرويسارت إلى أنَّ إطلاق الصواريخ من خلال الأنابيب له دورٌ كبيرٌ في توجيه تحليق هذه الصواريخ.
تم استخدام الصواريخ كنوعٍ من السلاح في الحروب في القرن السادس عشر، وقام صانع الألعاب النارية الألماني يوهان شميدلاب بصناعة صاروخ متعدد المراحل، حيث يكون أحدهما كبيراً والآخر صغيراً، فعندما يتم تشغيل الصاروخ الكبير ليحلِّق في الفضاء فإنه بعد أن يبدأ بالانتهاء يقوم بتشغيل الصاروخ الصغير الذي يحمله معه فيبدأ مرحلةً جديةً، وكان هذا التطوّر هو الفكرة الرئيسية للصواريخ المطوّرة الموجودة لدينا حالياً والتي استطاعات اختراق الفضاء الخارجي.