يهاجم فيروس الإيدز الجهاز المناعي الموجود في جسم الإنسان مباشرةً، الأمر الّذي يضعفه ويقلّل من فعاليّته، ممّا يؤدّي إلى جعل جسم الإنسان غير قادر على مقاومة الأمراض ومسبّباتها، فيصاب جسم الإنسان من فوره بالعلل والأمراض المختلفة. وهذه الأنواع من الفيروسات التي تصيب الإنسان بسبب ضعف أصاب جهازه المناعي تسمّى بالعدوى الانتهازيّة، وسمّيت بالانتهازيّة لأنّها تنتهز فرصة ضعف الجهاز المناعي وعدم قدرته على القيام بمهامه المناعيّة، والدفاع عن الجسم ضد المخاطر التي يتعرضّ لها.
انتقال مرض الإيدز
ينتشر هذا الفيروس الخبيث بين الناس عن طريق العلاقات الجنسيّة غير الآمنة، والتي تعدّ المصدر الرئيس لهذا الفيروس. أيضاً وإلى جانب هذه الطريقة فإنّ فيروس الإيدز ينتقل بين الناس عن طريق عمليّات نقل الدم المصاب والملوّث بهذا الفيروس، وليس فقط من خلال عمليّات نقل الدم؛ بل باستعمال الأدوات الحادّة للشخص المصاب. ومن أهمّ الطرق ووسائل التي ينتقل بها هذا الفيروس: انتقاله من الأم الحاملة لهذا المرض إلى الابن خلال إمّا فترات الحمل أو أثناء فترة الرّضاعة، أو من الممكن أيضاً انتقال هذا المرض خلال عمليّة الولادة.
بناءً على الإحصاءات والتقديرات الخاصة بالأمم المتّحدة، والخاصّة أيضاً ببرنامجها المخصص لمكافخة انتشار مرض الإيدز، قدّر عدد الأشخاص المتعايشين مع هذا المرض بحوالي 35 مليون نسمة في كافّة أرجاء العالم، وكان ذلك في نهاية عام 2013 من الميلاد، وفي ذات العام أصيب ما يزيد على مليوني شخص حوال العالم بهذا المرض. أمّا من توفّوا في هذا العام جراء هذا المرض فقدّر عددهم بحوالي المليون ونصف نسمة تقريباً.
فترة حضانة مرض الإيدز
أمّا الفترة التي تفصل ما بين الإصابة بهذا المرض وبين ظهور الأعراض على الشخص المصاب فهي تختلف من شخصٍ إلى شخص آخر، فقد تقدّر الفترة بين الإصابة وبين ظهور الأعراض على الشخص المصاب بين خمسة أعوام إلى عشرة أعوام، وقد تكون أقلّ من هذه المدّة الزمنية، ومن الممكن أن تتمّ زيادة هذه الفترة عن طريق استعمال الأدوية المختلفة التي يصفها الطبيب؛ حيث يتمّ التقليل من سرعة تضاعف وتكاثر الفيروس المصاب بهذا المرض.
ومن أبرز أنواع العدوى الانتهازيّة التي تصيب المصابين بفيروس الإيدز هي الإصابة بمرض السل؛ حيث يحصد هذا المرض حوالي360 ألف نفس تقريباً. من هنا برزت الحاجة إلى وجود اعتناء خاص بالمرضى والعمل على إبعاد هذا المرض الخبيث عنهم، خشية إصابتهم به، كما أنّ هناك أهميّة كبيرة جداً وضرورة لوجود عدد من الاستراتيجيّات الخاصّة بالحماية من هذا الفيروس.