مقدمة
حينما وُجد الإسلام على هذه المَعمُورة، وبدأ نُورُه يشُع ضِياءٌ في الأرض ومَناحِيها، شرقِها وغربِها، أٌقصَاها وأدْنَاهَا، لِمنْ هم عليها ولِمَنْ قد رحلوا عنها، لكلِ شيء، جاء قد حَمَل معهُ رِسالات كثيرة لتُوضَع كلٌ في مَكانِها الأنسَبْ لها، والذي سوف يتحقَق هدفَها بذلك، أحد أهم الظّواهِر التي جاء الإسلام ليُرسِخَها هي كينونة الإنسان ووجودِه المُبارك، والاستِمرارِيّة الحياتيّة والتي منْ خِلالها تتّم وظيفة المخلوق على الأرض منْ إعمارِها وبناءها، فهذه الوظيفة المُقدّسة لابُد أنْ يقوم عليها أشخاص نَقيون، صالحون، منْ جُذور صالِحة، وها هُنا نحن اليوم نصِلْ القرن الواحد والعشرين ونرى ونُتابِع التّقدُم في جميع مجالات الحياة التي نعيشها، الاجتِماع، الأسرة، العلاقات، الطبابة، الحساب، الأدب، ولن ننفَك نتوقف عن التّعداد إن استمرينَا.. لهذا، فهُنا نُسطّر بعضاً من الموجودات الإنسانية والتي تمّ الوصول إليها بخُصوص المرض اللّعِين المُؤدِي للوفاة، مرض الإيدز، والذي ندعو الله تعالى أنْ يُعافِينا منه وأنْ يُشفي كل مُصَاب به. سنتحدث عن أهم ما هى اسباب والأعراض التي تظهَر على مريض الإيدز، ومراحِل تطورّها فيه.
ما هى اسباب المرض
مرض الإيدز "نقصْ المَناعة المُكتسَبَة" هو أحد الأمراض الخطيرة والذي يتسَبب بحدُوثِه فيروس الإتش آي في وينتقِل بعدّة وسائل أهمَها وأكثرَها شِيوعاً:
- مُمارسَة العلاقات غير الشّرعِية وهو السّبب الأكثر في العالم وفي دُول الغرب عامَةً.
- التّشارُك في استخدَام الأدوات الخاصّة بشخص مُصَاب بفيروس الإتش آي في كفُرشاة الأسنان أو حتى إبَرْ مُعيّنَة خاصّة به.
أمّا الما هى اسباب الفرعية التي تتسَبَب بإحداثِه بشكل أقلْ هي:
- أنْ يُولد الطّفل لأمٍ مُصابة بمرضْ الإيدز.
- الإصابة بالفيروس داخِل المُستشفيات أو المراكِز الصّحيّة بشكل عام، وهذا يحصُل للعامِلين في الغالب نتيجة استخدامِهم وتعاملهم مع أدوات مُلوثَة بالفيروس.
- الانتِقال خلال الدّم عند عمليات نقل الدم من شخص لآخر، أو حتى في عمليات زِراعة الأعضاء ولكنْ يبقى هذا العامِل ذا نِسبة ضعيفة نتيجة للحِرْص المُتزايد في العالم على فحص الدّم قبل نقلِه أو استخدَامِه في اى إجراء.
الأعراض الأولِيّة لمرضْ الإيدز
يمُر الإيدز بعدّة مراحِل ومراحل طويلة نِسبِياً إلى أنْ تظهر كل الأعراض وبشكِل واضِح تُميزُه عن غيره، هذه المراحل منها الأوليّة والتي تكون مُقتصَرة على الجهاز المناعِي والأعراض تتعلّق بها، ومنْها الثانَويّة وفيها يبدأ تأثِير المرض على باقي أجهزة الجسم باختِلافها وتباعُدِها كالقلب، الجِهاز العصَبِي، الجِهاز العضَلِي، الجِهاز الهضْمِي، والجِهاز التّنفُسي أيضاً وهذا الذي يُؤدي إلى الوفاة في الغالب، أمّا عن المراحل الأوليّة والتي سنتحدَث عنها وعن الأعراضْ التي تظهر فيها فتضُم:
- مرحلة المرض الأولَيّة التي تُسَمى "التّحُول المصلي" أيْ الفترة التي بعدَها يُمكِن الكَشف عن وجود الفيروس وذلك لأنّه قبلَها يكون موجوداً لكنْ تظهر نتائج الفَحص سلبيّة أي بعد وجُودِه"
- مَرحلة الخُمول الإكْلِينيكِي
- مَرحلة ظُهور الأعراض وهُنا تظهَر بشكِل كامِل وواضِح
التحوُّلُ المصليّ
بالحديث عن أولى المراحل والتي تتبّع مَرحلة حضانِة المرض أيْ التي تتبَع فوراً انتِقال الفيروس للجِسم، إنًّ مُعظم الحالات التي تكون لا تَزَال في هذه المَرحَلة تكون كامِنَة "خامِلة" أي أنّ الأعراض غير ظاهِرة وجَليّة، لكنْ يُمكِن أنْ تظهر بعض الأعراض والتي يعتقِد صاحِبَها بأنّها لِمرض بسيط كالإنفلونزا مثلاً ولا تحتاج الذّهاب لطبيب كونها تحتاج وقتاً فقط للشّفَاء، من هذه الأعراض:
- ارتفَاع بسيط في درجِة حرارة الجِسم.
- آلام في المفَاصِل والعضَلات.
- الشُعور بالهُزَال والضّعف العام الخفيف.
- التِهاب في العُقَد اللّيمفيّة وتضخُمِها.
- احتِقَان الحَلْق، وظهَر بعض القُرَح في الفم.
- و أحياناً بعض التّهيُج الخفيف للبشرة.
- قد تظهر أعراض تخُصْ الجِهاز العصَبِي مُتمثّلة في الصُداع، والحساسِية لرُؤية الضوء، بالإضافَة إلى الشُعور بعدَم التّركِيز في الأجواء المُحيطَة.
الخُمول الإكلينيكي
بالانتقال إلى المرحلة الثانية والتي تُعتبر هذه المرحلة الأهَم وذلك لأنّ مُعظَم مرضى الإيدز هم أناس لا تظهَر عليهم أيّة أعراضٍ مَرضِيّة مُميزّة، أو حتى لا تظهر عليهِم أبداً فهم يكونو في هذا الوقت يمُرون بهذه المَرحلة الكامِنَة، والتي قد تمتّد من 10 إلى 15 سنة بدون أي شكوى رئيسية، لكنْ وعلى العكس فإنًّ الفيروس يكون كل تلك المدة يعيش ويتكاثَر داخِل خلايا المريض ويزيد منْ كميتِه. و يعتمِد مُعدل سُرعة ظُهور الأعراض على أكثر منْ عامل أهمها العُمر فإنّ كِبار السِنْ هم أكثر تطُوراً في المرض، كذلك العامِل الجِيني قد يلعب دوراً في ذلك، المرضى الذين تتأخَر الأعراض عندهُم في الظُهور أغلبهُم يُعانِي من تضّخُم في العُقَد اللّيمفيّة العام والذي يستمِر لفتراتٍ طويلة قد تصلْ إلى ثلاثة أشهر، ونادِراً ما يحتاجُون إلى أخذ جُزعة أو عينة من هذه العُقد ذلك لأنّ مُواصفاتها تكون واضحة (على الناحيتين متحركة وغير مؤلمة).
ظُهور الأعراض بشكل واضح
أمّا آخر مرحلة من المراحل والتي فيها يبدأ المريض يُعانِي منْ سِلسلة منْ الأعراض الواضِحَة والمُزعِجة، والناتِجَة بشكل رئيسي عنْ انخِفاض مُستوى المناعَة الجِسميّة لدى المريض بنوعِيها السّائلة والخلويّة، في كلِّ مريض منْ مرضى الإيدز فإنّ تَسلسُل العلامات و دلائل المَرضِيّة عليه والتّدهُور في حالتِه يتأثَر بثلاثة عوامِل على الأقل وهذه العوامِل هي:
- تعرُض المريض للميكرُوب الفيروسي خلال حياتِه: أيْ أنّه كُلما كانت فُرصْ تعرُض الشّخص لهذا الفيروس "الإتش آي في" سواء منْ أشخاص آخرين أو أدوات أو نقلْ دم أو غيرِها" كُلما كانت إصابتُه بالفيروس أكبر حتى لو لمْ تظهَر عليه أيّة أعراض فإنّه قد يكون قد أخذَ الفيروس وبعدَ سِنين مُعيّنَة يتّم إعادة تنشِيط هذا الفيروس بأكثَر منْ عامِل.
- قُدرة الجُسيمَات الدّقيقة والفيروسِيّة على وجه الخُصوص على إحدَاث المرض: هذا يعني أنّ حُدوث المرض وسُرعة سكنه في الجسم يتأثّر أيضاً بإمكانِية الفيروس، فمثلاً المايكوبكتيريوم والهيربس والكانديدات لها قُدرة عاليّة على التّسبُب في المرض حتى لو كان مُستوى ضعْف المناعَة الجِسميّة بسيطاً، بينما إنْ كانت الإصابة بفيروس أو كائن آخر أقلْ عُنفوانِيّة فإنّه سيأخذ وقتاً طويلاً ولنْ يكون بسُهولة.
- درجة تأثُر الجهاز المَناعِي للعائل "المريض": وكما ذكرنا فالأمر نِسْبِي، ففي حالات الضّعْف المَناعِي الحادْ أيْ التي يكون فيها عامِل ال "س يدي" وهو أحد المُؤشرات على عمل المناعة الخلويّة"، أقل من 100 لكل مللِ متراص مكعباً، يكون الأمر أسهل على الفيروس.