تُعد آلة اليرغول من الآت التراثيّة الشعبيّة الفلسطينيّة القديمة والمعروفة أيضاً باسم المجوز، وهي تدخل من ضمن الأغاني الفلسطينيّة ورقصاتها. وتصنّف آلة اليرغول من ضمن الآلات النفخيّة الموسيقيّة، وهي بسيطة جداً وسهلة الاستخدام، وقد تَمّ تلقيبها بآلة الفقراء في بعض الأحيان، حيث إنّ مُعظم من يستمع إلى ألحانها وصوتها هم من الناس البسطاء والفقراء. هناك من يقول أنّ الطبيعة هي أول من اكتشف هذه الآلة وأنّها أول من أَوحى للإنسان بصنعها واستخدامها، حيث إنّ الرياح عندما كانت تهب كانت تصدر أصواتاً غريبة من خلال القطع المجوّفة المتواجدة في الغابات كجذوع الأشجار وغيرها.
وصف اليرغول
يشبه اليرغول آلة الناي إلى حدٍ ما، فهو يمكن وصفه بالقول أنّهُ عبارة عن ناي مكون من أنبوبتين مثقوبتين مصنوعة من أعواد البوص المجوفة، وتكون الأنبوبتان بشكلٍ موازي للأنبوبة الآخرى وترتبط كلتاهما بواسطة خيوط متينة وقوية يتم لفها حولها من الجهة السفليّة ومن الجهة العلويّة، ويتم إدخال عودين مجوفين من البوص من جهة الطرف السفليّ لكل واحدة من الأنبوبتين، وتكمن وظيفة هذان الأنبوبان في جعل اللحن مُستمر دون انقطاع حيث يبدو وكأنّهُ يرد على صوت اليرغول، كما وأنّهُما يدخلان إلى اللحن نغمة مميّزة مختلفة عن غيرها.
صنع اليرغول
وأمّا عن كيفيّة صناعة آلة اليرغول أو المجوز، فأنت تحتاج إلى استخدام القصب، وتتكوّن آلة المجوز من أنبوبتين، ويجب أن تكون نهاية كل منها مغلقة، وطول كل منها يجب أن يتراوح ما بين الخمسة سنتيمترات إلى سبعة سنتيمترات، ويجب أن يكون قطرهما الخارجيّ بمقدار ثمانية مليمترات، وهاتان يطلق عليهما البنيتان، وهناك أنبوبتان يطلق عليهما العزابيتان، وكل منهما مصنوع من القصب ويكون طول كل منهما ثمانية سنتيمترات، وقطر كل منهما ثمانية مليمترات وهذه يتم إدخالها فيما يعرف بالإمايّة والدوايّة، والإمايتان هما عبارة أيضاً عن أنبوبتين يتم صنعهما إمّا من القصب أو من الألمنيوم وطول كل منهما يتراوح ما بين ستة وعشرين سنتيمترات وثمانية وعشرين سنتيمترات وقطره من الداخل يتراوح ما بين عشرة مليمترات واثني عشر مليمترات، ويتم صنع على كل أنبوبة من الإماتيان ستّ فتحات يتراوح قطر كل منها ما بين ستة ملليمتر وسبعة ملليمتر، حيث تكون المسافة بين كل فتحة والأخرى ثلاثة سنتيمترات، ويجب أن يبدأ الثقب الأول على مسافة ثلاثة سنتيمترات من نهاية الإماية والثقوب على كل إماية يجب أن تكون موزاية للأخرى. أمّا الردادتين فهما ما يطلق على المساحة المُتبقيّة من نهاية الثقب الأخير على الإماية وحتى نهايتها ويتراوح طولها ما بين ثمانية سنتيمترات وتسعة سنتيمترات.