عناصر المسرحيّة
المسرحيّة هي قصّة أدبيّة نثريّة أو شعريّة كُتبت لكي تُمثَّل على خشبة مسرح مُهيأ، فهي لا تُقرأ قراءة كالقصة أو الرواية إنما تُشاهد من خلال أشخاص يقومون بأدوار معينة أمام الجمهور، والمسرح هو المكان الذي يَقْصده الناسُ من أجل مشاهدة المسرحيّة، حيث أُخذت التسمية من المكان الذي تُعرض فيه، ومن المعلوم أن المسرحيّة ظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد عند الشعب اليوناني.
نشأة المسرحيّة العربية
أمّا الحديث عن نشأة المسرحيّة العربيّة فقد مرّت بعدة مراحل، فقد عرَف العرب منذ القدم أشكالاً غير مقصودة للمسرحيّة كانت تأتي بشكل غير مباشر، ومن تلك الأشكال: مَشاهِد النزال والفروسية، واحتفالات الزواج، والاحتفالات والمسابقات الشعرية والأدبية التي كانت تُقام في الأسواق، حيث يقوم عدد من الأشخاص بالإنشاد أمام جمورٍ من الناس، فيضطرّون إلى تمثيل حركات البطل وصَيحاته، أمّا المرحلة الأُخرى من مراحل ظهور وتطور المسرحيّة العربيّة فقد أجمع الباحثون أنّ ميلاد المسرح العربي كانت بوادرَه عام 1847م في سوريا في مسرحيّة البخيل لمارون النقّاش، ولا بدّ من الذكر أنّ للحملات الفرنسيّة التي كانت في ذلك الوقت دوراً مهما في ظهور المسرحيّة، فقد جلبوا معهم الفرق المسرحيّة.
ساهمت الفِرق المصرية التي ظهرت في أواسط القرن العشرين في تطور المسرحيّة العربية مثل فرقة جورج أبيض والتي قدمت عُروضاً مسرحيّة كثيرة، وفرقة رمسيس ليُوسف وهبي، وغيرها من الفرق المسرحيّة المصرية، والأثر الأكبر في ظهور المسرحيّة العربية وتطوّرها كان لأحمد شوقي من خلال تأليفه للمسرحيات الشعرية كمصرع كيلوباترا ومجنون ليلى وقمبيز، وأخيراً كان للّقاء بين الشرق والغرب دوراً في نشأة المسرح العربي من خلال الترجمات المتعدّدة لأعمال كورني وراسين وشكسبير وغيرهم.
اتّجاهات المسرح
أخذت المسرحيّةُ العربية اتجاهات مختلفة كان أهمها المسرح الشعري، ويعني أنّ المسرحيّة كانت تُصاغ شعراً، وعلى الشخصيّات أن تتحاور بلغة شعريّة، ومن الأمثلة على هذا الإتجاه مسرحيات أحمد شوقي كما ذكرنا سابقاً ومسرحيّات صلاح عبد الصبور، أمّا المسرح النثري فهو الأوسع والأكثر انتشاراً، فيُعالج الكاتب في هذه المسرحيات قضايا واقعية ويومية من خلال توظيف شخصيّات عاديّة، وقد برز في هذا الإتجاه سعد الله ونوس، والمسرح الذهني والذي يُخاطب الذهن لا العاطفة ويهتم بالأفكار أكثر من اهتمامه بالشخصيات، فالشخصيات إنتعرف على ما هى وسيلة ورموز للأفكار ويظهر هذا الإتجاه في مسرحيات توفيق الحكيم، والمسرح التعبيري يسعى إلى تصوير المشاعر التي تُثيرها الأشياء والأحداث في النفس الإنسانية، نجده في مسرحيّة سميرة الشرباتي أدونيس الرافض للغربة.
ظهر في الخمسينات من هذا القرن المسرح العبث حيثُ يُركز على الشكل، ويمثلُ صوراً مليئة بالتناقضات، تكون الشخصيات فيها غير مألوفة كأن تظهر بأنفين أو ثلاثة رؤوس، وقد اشتهر توفيق الحكيم بهذا الاتجاه أيضاً، وأخيراً المسرح التسجيلي الوثائقي حيث يُشبه الرواية في سرد الأحداث، ومثاله مسرحيّة النار والزيتون التي يُعالج فيها ألفرد فرج القضية الفلسطينية إثر حرب 1967م.
عناصر المسرحيّة
- الأحداث: حيثُ يختارُ المؤلفُ الحدث المناسب لمسرحيته يُعرض من خلال الحوار والحركة على خشبة المسرح.
- الشخصيات: وتختلف الشخصيات في العمل المسرحي عن غيره من الأعمال الأدبية في أن شخصيات المسرحيّة تقف أمامنا ونشاهد ملامحها وهيئتَها الخارجية، فلا يضطر الكاتب إلى وصفها كما يُفعل في باقي الأعمال الأدبية الأُخرى.
- الصراع: وهو محور وروح المسرحيّة، ومن العناصر التي تُميز المسرحيّة عن غيرها من الفنون، حيثُ ينشأ الصراع بين الشخصيّات حول أمرٍ ما قد يكون قضية فكرٍ أو اجتماعٍ أو سياسةٍ أو غير ذلك، فالصراع هو الذي يُضفي على المسرحيّة الروح والحركة.
- الحوار: هو الذي يُميزُ أنواع المسرحيات عن بعضها البعض، فالمسرحيّة الشعرية تكون ذات لغة شعرية فُصحى، فالحوار هو إيحاء بما يدور في ذهن الشخصية.
- البناء المسرحي: يتضمن وحدة الزمان، بحيث لا تتجاوز المسرحيّة اليوم كاملاً، ووحدة المكان بحيثُ تدور الأحداث في مكانٍ معين، وأخيراً وحدة الموضو، حيث تُناقش المسرحيّة موضوعاً واحداً لا أكثر.