القرآن الكريم كتاب الله تعالى المعجز، في كل تفصيل من تفاصيله، وفي كل سورة وفي كل آية وفي كل حرف، فلا يوجد فيه اختلال أو تناقض، ولا يوجد فيه تغيير أو تبديل مهما كان صغيراً، توكل الله تعالى بحفظه لفظاً، وهو كالبحر الذي لا تنفذ منه المعاني، فكلما قرأه الإنسان قذف الله تعالى في نفسه معانٍ جديدة، لم تكن تخطر على باله من قبل، معانٍ لها روعتها وجمالها الأخاذ، التي تنير درب الإنسان وتفتح بصيرته وتنور عقله وقلبه وتفكيره وتسمو بروحه إلى آفاق جديدة، وهو – مع أن الشهادة مجروحة – الكتاب العالمي الأول نظراً لما يحتويه من عبارات وكلمات وعبارات تصلح لأن تكون عباراتٍ عالمية بامتياز وشعارات لأفخم المحافل الدولية، فكم زينت هذه المحافل بآي القرآن الكريم التي كانت كالضيء الذي يضيؤها ويضع الإنسان أما مسؤولته التي لا يستطيع التنصل منها مهما حاول.
يقسم القرآن من حيث المواضيع إلى أخلاقيات وقيم مبادئ عليا، إضافة إلى الروحانيات والأدلة والبراهين التي تثبت وجود الله في حوارات عقلية يستحيل أن تتوافر عليها أية كتب أخرى، وقصص قرآني عظيم غاية في الروعة والجمال، إضافة إلى وجود جزء للتشريع الذي وجد ليناسب الإنسان في كل زمان ومكان حيث وضعت التشريعات القرآنية ضمن ما يسمى بمقاصد الشريعة وهي الأهداف التي تهدف إليها الشريعة من خلال وضع هذه التشريعات المختلفة.
يتيمز القصص القرآني بالأسلوب الشيق الذي من الصعب أن تتوافر عليه أية كتب أدبية وروايات، وقصة يوسف أكبر دليل على هذا الأسلوب المتع. كما تمتاز القصص القرآنية بعدم إكتراثها في كثير من المواضع بالمكان والزمان، أو بالأشخاص فالقصص في القرآن الكريم وجدت لتكون محل العبرة والعظة للناس وليست للتسلية، أضف إلى ذلك ذلك التوزيع الرائع للقصص في القرآن فالقصة لا تقص دفعة واحدة في القرآن بل تكون موزعة في عدة آيات وسور مختلفة مما يعطي جمالية خاصة لها، فمن يقرأ القرآن الكريم من أوله إلى آخره بالترتيب ابتداءً من سورة الفاتحة وانتهاءً بسورة الناس سيمر على أخبار الأقوام والبشر العجيبة كل في الموضع المناسب الذي يتناسب مع جو السورة العام وسياق الآيات. وأخيراً يمتاز القصص القرآني وخصوصاً القصص الطويلة كقصتي موسى وإبراهيم - عليهما السلام – بعدم الترتيب الزمني للأحداث فالأحداث لا تكون مرتبة بالتريب الزمني لها، وهذا أسلوب أدبي رائع في قص القصص مع استخدام الأساليب الفنية وزالدبية بكثرة، مما يعطي قارئ القرآن شعوراً رائعاً اتجاه ما يقرأه من آيات كريمات.
