صيد الطيور
كان صيد الطيور سابقاً من أجل لحمها، وجمالها، وصوتها مدخل رزقٍ لبعض الشعوب، غير أن هذه العادة أصبحت شبه مندحرة، حيث إنّ الصيد في أيامنا هذه أصبح للمتعة، والاستجمام، والقليل جداً من الصَّيادين يتَّخذها مصدر رزق، وخاصَّةً من يصطادونها لشكلها الجميل، أو صوتها العذب، ونحن هنا في هذا الموضوع سنبيِّن إن شاء الله أشهر واحسن وأفضل طرق ووسائل الصيد التي يستخدمها الصيّادون بمختلف الدول العربية، أو الغربية.
فهم طبيعة حياة الطيور
قبل أن نبدأ بشرح طرق ووسائل الصيد والوسائل والمعدَّات المستخدمة يجب أن نبيِّن شيئاً مهماً، ألا وهو فهم طبيعة حياة الطائر الذي نود أن نصطاده، لأننا إذا لم نعرف تعرف ما هو طعامه مثلاً فلن نستطيع جلبه إلى مكان الفخ الذي نصبناه، حيث إنّ طبيعة الطائر تعتمد على عِدَّة قواعد أساسية وهي:
- الغذاء: يجب معرفة نوعية الغذاء الذي يحبُّه الطائر، إن كان ذلك حبوباً، أو حشرات، أو لحوماً حية، فمثلاً لو أردنا اصطياد طائر الحسون، فعندها يجب معرفة الحبوب التي يفضلها، حيث إنه يفضِّل بذور القُمبز، وبذور زهرة دوَّار الشمس، وهكذا بالنسبة للطيور الأخرى.
- أماكن الوجود: وهذه من الأمور المهمَّةِ جداً في عملية الصيد، فالصياد الذي يريد اصطياد طائر الحباري فعليه الذهاب إلى الصحراء، لأن الصحراء هي مكان وجوده وطبيعته التي يفضِّلها، وكذلك من يريد اصطياد الحجل فعليه الذهاب إلى الجبال أو الحقول.
- التوقيت السَّنوي: والمقصود بذلك أن الصيادين يحسبون حساب فصل الصيد، حيث إن بعض الطيور تهاجر إلى بلدانٍ أخرى من أجل تفادي الجو الحار، أو الجو البارد، فمثلاً إذا أراد الصَّياد اصطياد طائر الرهو أو ما يُسمى بطائر الكرك فعليه اختيار التوقيت المناسب من السنة، حيث إنه يهاجر إلى المناطق الجنوبية والدافئة شتاءً ويرجع إلى الشَّمال في الصيف.
- درجة حذر الطائر: إن حذر بعض الطيور يكون من أكثر العوائق التي تمنع الصياد من الحصول على صيده، فبعض الطيور حذرةً جداً وتهرب من أوَّل صوتٍ تسمعه، أو حركةٍ غريبةٍ تراها، وطيور أخرى ليست بتلك الدَّرجة من الحذر كالديك الرومي.
طرق ووسائل صيد الطيور
تعتمد طريقة الصيد على نوع الطائر، والسبب الذي لأجله يتم اصطياد هذا الطائر، فمثلاً طائر الحسون لا يتم اصطياده من أجل لحمه، وإنما يتم اصطياده من أجل شكله الجميل، وصوته الرائع، فلذلك يتم اصطياده فقط حيّاً، وأما طائر القمري يتم صيده من أجل لحمه للأكل، وهنا سنبين أشهر الطُّرُق المستخدمة في الصيد، ولماذا تُستخدم كل طريقة.
الصيد بالأسلحة النارية
وغالباً ما تُستخدم الطلقات التي تنثر حبيبات معدنية صغيرة، حتى تصيب أكبر عدد ممكن من الطيور المجتمعة بجانب بعضها البعض، حيث إنه من الطبيعي أن لا تُستخدم هذه الطريقة إلا من أجل صيد الطيور للحومها، لأنها ستموت ولن يُستفاد من صوتها أو جمالها.
وأما عن الطيور التي يتم اصطيادها بهذه الطريقة فهي كالآتي:
- الكرك: أو ما يُسمَّى بطائر الرَّهو، وهو طائر كبير الحجم ومن الأنواع المهاجرة، يتم اصطياده بعدَّة طُرُق، منها الرًّصد لأماكن وجود هذه الطيور، والاقتراب منها قدر الإمكان، ولكن يجب أن يكون الصَّياد حذراً، لأن هذه الطيور متنبِّهةٌ جداً لما يدور حولها، حيث إنها توجد غالباً بالقرب من البحيرات، والأنهار، والبِرَك المائية، والمستنقعات، وذلك لأنَّها تتغذى بشكلٍ أساسيٍّ على الحيوانات الصغيرة والأسماك، وأحياناً يرصد الصيادون طائر الكرك أثناء طيرانه حتى يَرَوْا أين سيهبط في وقت المساء، ثم يذهبون للنُّقطة التي هبط بها ليلاً ويُطلقون عليه النار من عِدَّةِ أسلحةٍ نارية حتى يوقعوا أكبر كمية صيد ممكنة.
- الحجل، والسِّمَّن: هذه من الطيور الدارجة الموجودة غالباً على الأرض، حيث إنها تُفضِّل التنقل على الأقدام أكثر من الطيران، وأما عن صيدها بالبندقية فهناك عِدَّة طُرُقٍ مختلفة، ولكن من أشهرها هي أن يتم إخافة هذه الطُّيور بواسطة الكلاب والرجال المنتشرين حول الصيادين من أماكن بعيدة، حتى يجبروا هذه الطيور على الطَّيران، فعندما يراها الصَّياد في السماء، يبدأ بإطلاق عدَّة طلقاتٍ حتى يصيب عدَّة طيورٍ منها.
- القمري، والطيور التي تقف على الأشجار: يتم صيد الطُّيور التي تقف وتهبطُ عادةً على الأشجار، والشُّجيرات ببساطة، حيث يحتاج الصَّياد إلى مراقبة الأغصان، فما أن يرى حمامةً، أو طائراً من هذه الطيور يُطلق عليه النار مباشرةً.
الصيد بالشَّبكة
تختلف أنواع الشِّباك المستخدمة في الصيد، فمنها ما يكون ممدوداً على الأرض، ومنها ما يكون معلَّقاً بين الأشجار أو أعمدةٍ تثبِّت الشَّبكة واقفة، وكذلك توجد أنواع إلكترونية، حيث إن الشِّباك تُستخدم عادةً لاصطياد الطيور لإبقائها على قيد الحياة، وذلك حتى يُستمتَع بجمالها أو صوتها العذب، ومن بين هذه الطيور، الحسون، والعندليب، والشحرور الأسود، والببغاوات بأنواعها، وطيور الفردوس الرائعة الجمال، وهنا سنشرح كل نوعٍ من أنواع الشِّباك على حِدة.
- الشَّبكة المنقلبة: وهي الشِّبكة التي تكون ممدودة على الأرض ومثبَّتة بالحبال والأوتاد بشكلٍ خاص، وهذه الشبكة لها القُدرة على الانقلاب بشكلٍ سريع على الطيور التي توجد تحتها.
- الشبكة المُعلَّقة: يُعلِّق بعض الصيادين شبكةً طويلةً بين أعمدة لتثبيتها واقفة، أو بين الأشجار المنخفضة، وأما ارتفاعها فيكون ما بين المترين إلى الثلاثة أمتار، حيث إنّ هذه الطريقة تستخدم عادةً في البساتين والبيَّارات ذات الأشجار المنخفضة الارتفاع، وبعد نصب الشبكة يبدأ الصيادون بإخافة الطيور وتوجيهها نحو الشباك المنصوبة، ولأن خيوط هذه الشبكة شفافة اللون ورفيعةً جداً، تقع الطيور بها وتعلق بشكلٍ سهل.
- الشبكة الإلكترونيّة: وهي عبارة عن شبكة تكون مجموعة ومحصورة داخل أنبوبٍ، عند الضغط على زرِّ الإطلاق، تنطلق شبكة من هذا الأنبوب بشكلٍ سريعٍ جداً وتنتشر فوق بقعةٍ معيَّنة من الأرض، وطريقة استخدامها هي طريقة الشبكة المنقلبة نفسها، ولكن هنا لا تحتاج إلى حبل لقلبها، وإنما يمكن إطلاقها بواسطة جهاز تحكُّمٍ عن بُعد.
الصيد بالفِخاخ
تختلف أنواع الفِخاخ لصيد الطُّيور، فمنها يصطاد الطيور ويقتلها، ومنها من يصطاد الطيور حيَّة، ولكن آلية عملها متشابهة، فشكلها العام يشبة الفِخاخ المستخدمة لصيد الذِّئاب، ولكنَّها تكون أصغر بالحجم، أو أقل قوَّةً في الإغلاق على الفريسة، وهنا سنبيِّن النوعين المذكورين سابقاً.
- فِخاخ قاتلة: وهي الفِخاخ التي تُطبق على رقبة الطائر، بحيث يضع الصَّياد طُعماً على زناد هذا الفخ، فما أن يأتي الطائر وينقر هذا الطُّعم يغلق الفخ ويُطبق على رقبته، وعادةً تُستخدم الديدان، والجنادب، والفراشات كطُعمٍ في هذه الفِخاخ.
- فِخاخ مع الشبك: وهي فخاخ ذات حجمٍ كبير، وطريقة عملها كالتي قبلها، ولكنها لا تقتل الطائر، وإنما تُطبق بشكلٍ كامل ويكون الطائر بداخلها، حيث يكون مثبتاً على أطرافها شبكةً تطوّق الطائر حتى تمنعه من الهرب.