أول من حفظ القرآن الكريم
هو الصحابي الجليل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، وهو ابن عمّ الرسول، وزوج ابنته، ومن آل بيته، وهو أوّل من أسلم من الصبيان، ورابع الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشّرين بالجنة، كفله رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ صغره حين توفى والده أبو طالب، فأصبح جدّه عبد المطلب أحد أصحابه. ولد رضي الله عنه في مكة ( الثالث عشر من رجب لعام 23 قبل الهجرة المصادف السابع عشر من مارس لعام 599م).
حياة علي بن أبي طالب
وضعت فاطمة بنت أسد ابنها علي بن أبي طالب داخل الكعبة المشرفة، وعندما مرّت على مكة سنين صعبة وقاسية كفله والده رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيفاً للعبء الذي ألمّ به نظراً لضيق الأحوال الاقتصادية في مكة؛ حيث كان لأبي طالب ثلاثة أبناء وهم: علي، وجعفر، والعباس، فتربّى رضي الله عنه في بيت النبوة وأصبح ملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل مكان. أطلق عليه المسلمون "كرم الله وجهه " بعد ذكر اسمه لأنه لم يسجد لصنم قط طيلة حياته ولم ينظر لعورة أحد قط.
تزوّج رضي الله عنه من فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة بأمر من الله تعالى، وأنجب منها أربعة أبناء الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم .
حفظ علي للقرآن الكريم
عُرف رضي الله عنه ببراعته وذكائه، وعلمه الغزير بالأمور الدنيويّة والدينية، وكذلك تمكّنه من علوم اللغة والنحو والبلاغة. من كتبه: (نهج البلاغة، وأنوار العقول من أشعار وصي الرسول، وغرر الحكم ودرر الكلم، ونهج البردة)، وتميّز رضي الله عنه بأنّه أول من حفظ و جمع القرآن الكريم وهو من كتاب الوحي، وقد كتب ثلاثة مصاحف بخطّ يده: أولها في متحف صنعاء، والثاني في الهند، أما المصحف الثالث في العراق بمحافظة النجف.
اغتيال علي رضي الله عنه
قتل علي رضي الله عنه في صلاة الفجر على يد عبد الرحمن بن ملجم (أحد الخوارج) بسيف منقوع بالسم على رأسه في مسجد الكوفة في العراق؛ حيث تُوفّي رضي الله عنه بعد ثلاثة أيام وتحديداً في الواحد والعشرين من رمضان سنة 40 هـ عن عمر ناهز أربعةً وستين عاماً.
حفظ القرآن الكريم
حفظ رسول الله للقرآن الكريم
تميز العرب في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبلاغة والشعر، واعتمادهم على الذاكرة في حفظ الأشعار والخطب، إلا أنّهم أمة لا تقرأ ولا تكتب "أمة أمية"، وكذلك كان النبي الكريم لا يعرف الكتابة والقراءة، فكان يَعتمد على ذاكرته في الحفظ فقط، إلى أن أنزل الله تعالى معجزته الكبرى عليه وهي "القرآن الكريم"، إلّا أنّ رسول الله واجه بعض الصعوبات وهو يتعجّل بحفظه، إلى أن تكفّل عز وجل بتثبيت فؤاد النبي على حفظ كتابه وجمعه.
حفظ الصحابة للقرآن الكريم
عندما نزل القرآن الكريم على الرسول صلّى الله عليه وسلم، سارع صحابة رسول الله رضوان الله عليهم في حفظ القرآن الكريم وفهمه، وكانوا يستفسرون من رسول الله ما يصعب عليهم فهمه، وقد حرص رسول الله على حفظ الصحابة للقرآن الكريم، وتعليمه للمسلمين، لقوله صلى الله عليه وسلم:"خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
كان للقرآن الكريم عدد كبير من الحفاظ، من الصعوبة عدّهم وإحصاؤهم، ومن ضمنهم الخلفاء الراشدين، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبدا لله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وأبو الدرداء، وغيرهم كثر رضوان الله عليهم أجمعين. كان للصحابة دورٌ كبير في حفظ القرآن الكريم كما أخذوه من رسول الله، نذكر بعض هؤلاء الصحابة:
- عبادة بن الصامت: علّم أهل الصفة القرآن الكريم.
- مصعب بن عمير: علم أهل المدينة القرآن الكريم، بأمر من رسول الله .
- معاذ بن جبل: علم الناس في مكة المكرمة مع عتاب بن أسيد، عندما خلفهم رسول الله بعد فتح مكة.
- عمرو بن حزم النجاري: أرسله رسول الله على نجران لتعليمهم القرآن.
- أبو الدرداء: كان يُعلّم الناس في دمشق على قراءة القرآن الكريم، ويجمعهم عشراً، ويجعل عليهم عريفاً، وإذا أخطأ أحدهم حاسب عريفهم .