تعدّ اللغة العربية من أهم اللغات الموجودة في العالم، واكتسبت هذه الأهمية وفائدة نتيجة لنزول القرآن الكريم باللغة العربية، وبقيت موجودة إلى وقتنا الحالي وستبقى موجودة إلى قيام الساعة، بخلاف اللغات الأخرى التي نزلت بها الكتب المقدسة كالإنجيل والتوراة.
حفظ القرآن الكريم
أنزل القرآن الكريم من عند الله سبحانه وتعالى، على سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم عن طريق الوحي جبريل، وأنزله الله تعالى على نبيه بالتدريج وليس دفعة واحدة حتى يتم استيعابه وحفظه بطريقة أسهل وأبسط، وتمكين الناس من حفظه عن ظهر قلب وعدم نسيانه، والقرآن الكريم آخر الكتب السماوية وخاتم الرسالات النبوية، فكلّ رسول له معجزة أيّده الله تعالى بها، والقرآن الكريم هو معجزة سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم التي أيده بها.
طرق ووسائل حفظ القرآن الكريم
نتيجة للتحريف والتغيير الذي حصل على الكتب السماوية، تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم من أي تحريف أو تغيير أو تبديل، فلولا حفظ الله تعالى له لحصل فيه من التحريف ما حصل في غيره من الكتب السماوية الأخرى، لقوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"، وقد هيأ الله سبحانه وتعالى الطرق ووسائل التي يكفل فيها حفظ القرآن من التحريف والتبديل والتغيير ومن هذه الطرق ووسائل ما يلي:
- قيام الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه بتجميع القرآن في الصحف، لحفظه والخوف عليه من ضياع نتيجة لقتل الكثير من حفظة القرآن وكتابه، في تلك الفترة.
- قام الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، بالموافقة مع جميع الصحابة على جمع الآيات القرآنية في مصحف واحد والانتهاء والتخلص من جميع النسخ الأخرى، حتى لا يكون هناك أي فرصة لإيجاد نسخ محرفة من القرآن.
- يسّر الله سبحانه وتعالى على عباده حفظ القرآن الكريم في الصدور والقلوب، أستطاع الكبير والصغير والعربي والأعجمي حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وهذه طريقة مهمة ساعدت في حفظ القرآن من التحريف والضياع لقوله تعالى:" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".