تعدّ مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمّر بها الإنسان إذ تُبنى عليها المراحل المتبقية ويميل فيها الطفل إلى اللعب، والحركة، واكتشاف الأمور من حوله وكذلك عدم الالتزام بما يفرضه الكبار، وفيها تغرس القيم والأخلاق وتتشكل شخصية الإنسان، وممّا يدلّ على أهميتها اهتمام العلماء بهذه المرحلة من خلال تخصيص الكتب والمراجع الخاصة بها.
يلجأ الأبوين لتعليم أطفالهم العديد من الأمور ومن أهمها تحفيظ القرآن، فهناك طرق ووسائل وأساليب متعدّدة أفضلها من يجعل الطفل يحب القرآن لتتولّد عنده الرغبة الكافية في حفظه، وهنا لنخاطب الأمهات، يمكنكِ تحفيظ القرآن لطفلك باتّباع مجموعة من الطرق وخطوات نبدؤها منذ أن يكون الطفل جنيناً، فكتعرف ما هو متعارف عليه أن الجنين يتأثّر بحالة الأم الجسدية، والنفسية، والروحية، فإذا ما داومتِ أثناء حملكِ على الاستماع للقرآن سينعكس هذا إيجاباً على نفسكِ بالتالي على جنينك. وبالانتقال إلى فترة الرضاعة، فعلمياً الرضيع يستطيع الاحتفاظ بالمفردات التي يسمعها في هذه الفترة بل ويمكنه استرجاعها فيما بعد ويمكن الاستفادة من هذه النعمة باسماع القرآن للرضيع حتى تكون المفردات المخزنة لديه هي كلمات وعبارات من القرآن الكريم.
يميل الأطفال إلى التقليد كغريزة، فاجعليه يقلدك في الأمور الحسنة، فكيف إذا كنتِ تقرئين القرآن أمامه، وعدا عن غريزة التقليد، هناك أيضاً غريزة التملّك، فقومي باهدائه مصحفاً خاصاً به، كما أنّ الأطفال يحبّون بطبيعتهم عند نجاحهم في آمر معين، أن نجعل من ذلك اليوم احتفال حتى لو كان بسيطاً، فعلى سبيل المثال يمكن عمل احتفال بسيط عند انتهائه من ختم جزء معين في القرآن الكريم.
يسرد القرآن الكريم بعض أحداثه بطريقة قصصية، فقصي عليه بعضها بأسلوب سلسٍ يتناسب مع قدراته وإدراكه، واحرصي على استخدام مفردات بسيطة وسهلة تتناسب مع قدرته على الاستيعاب، وقومي بإعداد مسابقات تتضمّن تسميعه للصور القرآنية القصيرة أو أين توجد وتقع هذه الكلمة مثلاً وبأي سورة ذكرت وقومي مكافأته بحالة كان مستوى حفظه جيداً كنوع من التشجيع، وسجلي صوته وهو يقرأ القرآن وقومي بتسميعه إياه وتشجعيه على قراءته في الإذاعات المدرسية.
شجعيه على مراودة حلقات العلم والدورس الدينية في المسجد، والكثير الكثير من الأساليب، ولكن الأهم هو اختيار المكان المناسب لعمل ذلك كله، فلا يفضل مثلاً أن تقومي بتحفيظه للقرآن في مكان مليء بالألعاب والصور، وكذلك اختيار الوقت مهم، مثلاً لا يفضل بوقت استيقاظ الطفل من النوم، وقت الحاجة للنوم أو وقت الحاجة للعب، كما عليكِ أن تكوني مرنة في التعامل فمثلاً إذا أخطأ اعطه فرصة للإعادة والتصحيح، توقفي عن تحفيظه أو حتى القراءة عندما تشعرين بأنه ملّ.