المبايض ومُفردها مِبيّض؛ هي جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، والذي يكون مسؤولاً عن إطلاق الهرمونات الأنثوية التي تُعطي للأنثى شكلها الأنثوي، كما أنه مصدر إنتاج البويضات التي حين تلتقي مع حيوان منوي ذكري في ظروفٍ ملائمة؛ فإنه يتمكن من تخصيبها لحصول الحمل لدى المرأة. تكيس المبايض هو متلازمة تُصيب النساء وتؤثر سلباً على قدرتهن على الإنجاب، وهي أكثر اضطرابات الغدد الصماء التي تُصيب النساء. تُصيب هذه المتلازمة المبايض وتؤدي إلى حدوث اضطرابات في عملية الإباضة الطبيعية بسبب وجود خلل هرموني. ومن أعراض إصابة المرأة بتكيس المبايض؛ هو اختلال موعد الدورة الشهرية أو عدم نزولها، وهذا بسبب الخلل الهرموني الذي يؤخر إنتاج البويضة أو قد يُسبب هذا الخلل عدم إنتاج للبويضات فلا يحدث الطمث. الزيادة الغير مبَرَّرة في الوزن وظهور شعر خشن في مناطق غير مرغوبة من الجسم مثل منطقة البطن تحت الصرة والذقن والشوارب، وجود سواد في الإبطين؛ وظهور حبوب دهنية على الوجه.
إن متلازمة تكيس المبايض من أكثر الأمور التي تزعج المرأة، فالأعراض سابقة الذِّكر تجعل المرأة أقل ثِقة في أنوثتها، حيث أن الشعر الزائد وخصوصاً في منطقة الوجه والوزن الإضافي؛ يجعلها تشعر أنها أقل من قريناتها بنفس سنِّها. وعند حدوث هذه الحالة لدى المرأة؛ فإنها تبدأ على الفور بمحاولة العلاج و دواء والحصول على حلٍّ سريع لها، فهي لا تُريد أن تكون قريبة في شكلها من الرجال بالشعر الزائد؛ ولا تريد ألا تكون قادرة على الإنجاب وإشباع غريزتها الطبيعية بأن تكون أماً.
يمكن علاج و دواء تكيس المبايض والمُتعلِّق باضطرابات الدورة الشهرية عن طريق أخذ المرأة لحبوب منع الحمل، فهي تعمل على رفع نسبة هرمون البروجيسترون لديها؛ مما يؤدي إلى اختفاء هذه المتلازمة وعودة الأمور إلى طبيعتها بعد فترة من الزمن. أما بالنسبة لعلاج و دواء الأعراض المتعلِّقة بظهور الشعر، فيمكن علاجه بأخذ مُضادات للهرمونات الذكرية التي تكون مسؤولة عن هذا العارض، وتأخذ الأدوية لفترة من الزمن لحين أن ينتهي هذا العارض تماماً أو يخف تأثيره على الأقل. أما بالنسبة للحالات التي يُسبب فيها التكيس عُقماً وتأخراً في الإنجاب، فعلاجه له شِقان، الأول وهو العلاج و دواء بالأدوية التي تقوم على تنظيم الهرمونات في جسم المرأة وإعادتها إلى وضعها الطبيعي؛ فيتم التخلُّص من التكيس مع مرور الزمن وتعود المرأة قادرة على الإنجاب. والشِّق الثاني وهو التدخل الجراحي، ويتم بعملية فتح لبطن المرأة واستئصال جزء من المبيض الذي يكون فيه التكيس. ولكن هذه العملية غير ضرورية لِما لها من أخطار وآثار جانبية قد تؤدي إلى حدوث عقم على الأقل في المبيض الذي تم عمل الجراحة له.
الوزن الزائد للمرأة له أثر كبير على تكيس المبايض، فزيادة نسبة الدهون في الجسم تدفع الغدة الدرقية لإنتاج هرمونات تعمل على التعامل مع هذه الزيادة؛ فتؤدي إلى ارتفاع نسبة الهرمون الذَّكَري في الدم وهو ما يؤدي إلى ظهور الشعر الخشن وتكيس المبايض. فبداية؛ يجب على المرأة التي تُعاني من زيادة في الوزن أن تعمل على تخفيض وزنها باتباع نظامٍ غِذائي يؤدي إلى خفض وزنها والعودة إلى الوزن المِثالي، وفي أغلب الأحيان يُعادل هذا الإنخفاض في الوزن الخلل الهرموني الحاصل لديها؛ فيكون العلاج و دواء بعده أبسط.