المبيضان
يمكن تعريف ومعنى المبيضين بأنّهما غدّتين لهما شكل لوزة كبيرة، ويصلان إلى طول 4 سم، وعرض 2.5 سم، ويقعان تقريباً على يمين ويسار الرّحم، ويتّصلان به بواسطة رباط ليّن، وهناك رباط آخر يحفظ موقعهما بإزاء طرف قناة فالوب .
إنّ فترة حيويّة المبيض لدى المرأة هي فترة محدودة؛ لأنّها تبدأ بسن البلوغ وتنتهي بسن اليأس. توجد البويضات ( في طور ما قبل النضج ) داخل نوع من الأكياس الخلويّة الصغيرة ( كيس غراف )، الّتي تنضج خلال الدورة الشهريّة بتأثير ونتائج هرمونات تفرزها الغدّة النخاميّة، وهذه الأكياس تسمّى الجريبات المبيضيّة؛ فكلّ 28 يوماً تنفتح واحدةً من هذه الجريبات الناضجة لتضع بويضةً على سطح المبيض.
ومن الأمراض التناسليّة التي تعاني منها كثير من النساء هي تكيّس المبيضين، وليس المقصود هنا بعبارة تكيّس المبيضين وجود الكثير من الأكياس، وإنّما وجود جيوب غير ناضجة، فحتوي كلٌّ منها على بيضة في المبيض. ومن الناحية الطبيّة يُقال عن المبيض إنّه متعدّد الأكياس إذا احتوى على ( 10 ) أكياس على الأقل مباشرةً تحت سطحه، ممّا يؤدّي إلى تضخّم المبيض. كما تزداد سماكة غطاء المبيض، ممّا يزيد من صعوبة الإباضة؛ أي إطلاق البيضة، أو حتّى تحول دون حدوث ذلك بالكامل.
تعاني أكثر من20 % من النساء من تكيّس المبيضين من دون أيّة مشاكل وعيوب قد تحصل لهن. لكن عند ظهور بعض العوارض الأكيدة، يجدر بالمرأة استشارة الطّبيب لفحص وتشخيص التناذر المبيضي المتعدّد الأكياس.
أعراض وجود كيس على المبيض
هناك الكثير من الأعراض الّتي تشير إلى وجود خللٍ في هرمونات المبيضين، وهي تشمل: عدم انتظام الدورة الشهريّة أو انقطاعها بالكامل، وعدم الخصوبة، والإجهاض، ونموّ الشعر على الوجه والصدر والبطن والذراعين والساقين، وظهور حبّ الشباب، وزيادة في الوزن، وانزعاج في الحوض، وشعور بالاكتئاب. كما أنّ المرأه المصابة بتكيّس المبيض تقاوم الأنسولين على نحو غير اعتياديّ، ممّا يزيد من مستويات السكّر في دمها.
تنجم هذه الحالة عن خلل في عمل الغدّة النخاميّة في الدماغ، والّتي تنتج الكثير من هرمون لوتينزينغ LH، والقليل من الهرمون المحفّز للجريبات FSH. وهكذا يصبح المبيضان عرضةً لتحفيز فائض، وينتجان كميّات غير اعتياديّة من الهرمونات الذكوريّة. وتتجلّى الخطوة الأولى في الفحص وتشخيص بإنجاز فحصٍ سريريّ تليه تحاليل دمويّة للتحقّق من مستويات الهرمونات، ومن ثمّ إجراء صورة وتنظير لجوف البطن. ويعتبر المبيض المتكيّس سبباً شائعاً للعقم.
يختلف العلاج و دواء حسب العوارض والعمر الّذي وصلت إليه المرأة، وما إذا رزقت بأولادٍ أم ليس بعد. يمكن وصف العقاقير الهرمونيّة أو حبوب منع الحمل لتصحيح الخلل الحاصل في توازن الهرمونات وتحفيز الإباضة، واعتماد تقنية اسمها الشفط المبيضي بواسطة منظار البطن. تقوم هذه الطريقة الأخيرة على الإنقاذ الحراري أو الليزر لفتح ثقوب صغيرة على سطح المبيضين.