جدول المحتويات
الصلاة
لا يخفى على مسلمٍ صحيح العقيدة والإيمان أهميّة الصّلاة في الإسلام؛ فهي الرّكن الثّاني من أركان الإسلام، وهي العبادة التي يسأل عنها المسلم أوّل شيءٍ يوم القيامة، وهي العلامة الفارقة المميّزة للمسلم الصّالح عن غيره من النّاس. إنّ تلك الأهميّة لتلك العبادة والشّعيرة تستدعي من المسلم أن يحرص عليها على المستوى الفردي؛ حيث يواظب على إقامتها في وقتها المُحدّد ولا يؤخّرها، وكذلك أن يحرص على أن يُعلّم أبناءه الصّلاة ويأمرهم بها انطلاقًا من توجيه الله سبحانه وتعالى لعباده، قال تعالى ( وأمر أهلك بالصّلاة واصطبر عليها )، فكيف للمسلم أن يحبّب أبناءه في الصّلاة؟
طرق ووسائل تحبيب الأطفال بالصلاة
- يجب على المسلم ابتداءً أن يغرس في نفوس أطفاله حبّ الدّين والتّمسك بقيمه وشعائره ومن بينها الصّلاة؛ فالطّفل حينما يحبّ شيئًا يتعلّق قلبه به وتراه يحرص على ممارسته وأدائه بل ويحبّ أداء تلك الأركان في قلبه وبالتّالي لا يتركها مهما تغيّرت الظّروف والأحوال. إنّ هناك وسائل كثيرة تُحبّب الطّفل في الصّلاة ومن بينها ربط أداء تلك الشّعيرة بأمورٍ يُحبّها الطّفل في سنّه، فمثلًا حينما يحين وقت الصّلاة ويقوم الأب أو الأم بإعلام الطّفل أنّه إذا صلّى فسوف يحصل على قطعةٍ من الحلوى، أو لعبةٍ من اللّعب، أو تكون مكافأته بأن يخرجه أبواه إلى رحلةٍ معيّنة أو مكانٍ معيّن يقضي فيه أوقاتٍ معيّنة، وإنّ من شأن ربط الصّلاة وأدائها بأمورٍ محبّبة لنفوس الأطفال أن تجعلهم يحرصون على القيام بها وأدائها وعدم تركها مستقبلا، ولأنّها قد تُعطيهم مؤشّراً على أنّ هذه الشّعيرة هي عبادة مهمّة كانت تُحفّز والديهم لبذل كلّ ما لديهم من أساليب وحِيل لتقريبها إلى نفوس وقلوب أبنائهم وجعلهم يتعلّقون بها .
- من الوسائل التي تُحبّب الأطفال في الصّلاة أن يرى الطّفل والديه وهما يقومان بتلك العبادة؛ فالطّفل وفي مراحل عمره المبكّرة تراه يحرص حرصًا شديدًا على تقليدهما في كلّ ما يقومان به، فهما عالمه الذي يرى من خلاله الكون والعالم الأوسع، وبالتّالي على الآباء أن يحرصوا على أن يؤدّوا الصّلاة أمام أبنائهم حتّى ينظر أطفالهم إليهم فيقلّدوهم في ذلك .
- أن نشعر أطفالنا أنّنا نتلذّذ في صلاتنا ونحبّها حبًّا يلامس شغاف قلوبنا؛ فالطّفل حينما يرى والديه يؤدّيان تلك العبادة بكسلٍ وتململ فإنّه لا يقبل عليها لنظرِه إلى حال والديه في ذلك، وبالتّالي على الوالدين أن يؤدّيا صلاتهما بحبٍ وعزيمة لا تفتر .