قصر الصلاة
خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وأنعم عليه الكثير من النعم التي لا تعدّ ولا تحصى، فجعل له السمع، والأبصار، والأفئدة، ومنحه القوة والنشاط في القيام بكثير من الأعمال وغيرها من النعم الكثيرة، فالله سبحانه وتعالى لم يطلب من الإنسان الكثير مقابل هذه النعم، بل قيام الإنسان بعبادته وطاعته وأخذ بعض الوقت الذي لا يتعدّى بضع دقائق في أداء فرض فرضه الله على جميع المسلمين وهي الصلاة.
تعدّ الصلاة من أهم الفروض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين، كوسيلة للتقرب لله تعالى والشكر على نعمه التي أنعمها على الإنسان، وتعتبر الصلاة عمود الدين، ولا يصح إيمان المسلم إلّا بها، لقوله تعالى :"إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا".
الدين الإسلامي دين يسر وليس دين عسر، فيسر الله سبحانه وتعالى على عباده الكثير من الأمور التي يمكن أن تصعب عليه، فجعل هناك أمور بديلة تتناسب مع وضعه وأحواله، ففرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على المسلمين بشكل يومي وذلك حكم عديدة فلا يجوز تركها لأي سبب من الأسباب، فكثير من الناس يحتاجون إلى السفر والتنقل والترحال بشكل مستمر، لذلك سهل الله سبحانه وتعالى طريقة الصلاة في السفر، لأنّ المسافر لا يستطيع إكمال الصلاة كتعرف ما هو الحال وهو مقيم في بلده، لأنّ المسافر يحتاج إلى وقت طويل للوصول إلى المكان الذي يريده، لهذه المشقة شرع الله سبحانه وتعالى صلاة القصر في الصلاة، سوف نقوم بالحديث عن طريقة صلاة القصر في السفر.
طريقة القصر في الصلاة
لا يجوز القصر إلا في الصلاة التي يكون عدد ركعاتها أربعة فنقوم بالصلاة ركعتين، أمّا الصلوات التي لا يكون عدد ركعاتها أربع لا يجوز فيها القصر كصلاة المغرب والفجر، فنقوم بالجمع والقصر فيها، فطريقة الجمع والقصر تكون بقيام الشخص بجمع الظهر مع العصر وجمع المغرب مع العشاء سواء جمع تقديم أو جمع تأخير حسب ما يتيسر للشخص المسافر وظروفه، عند القيام بصلاة الظهر والعصر يجب على الشخص أن ينوي صلاة الظهر مع العصر نية الجمع والقصر ويحدد إذا أرادها جمع تقديم أم تأخير، وبعد ذلك يصلّي ركعتين فرض الظهر ويسلم بعدها، ثمّ ركعتين فرض العصر ويسلم، يشترط في صلاة القصر عند الصلاة أن يقوم الشخص بالإقامة المنفصلة لكل صلاة، ويصلّي المغرب والعشاء بنفس طريقة الظهر والعصر، لا يجوز أن يقوم المصلي بعمل فاصل طويل بين الصلاتين، فيجب أن تكون الصلاتان متتاليتين.
تعتبر صلاة القصر من السنن المؤكدة، والتي كان يقوم بها الرسول صلّى الله عليه وسلّم فذلك علينا القيام بها وعدم تركها في السفر إقتداءً برسول الله، فالله سبحانه وتعالى يحب أن يقوم المسلم بأداء السنن كما يؤدّي الفرائض.