المهدي
خروج المهدي المنتظر إلى الأرض هي واحدةٌ من علامات و دلائل يوم القيامة، فبعد أن تنتشر الفاحشة بين الناس ويكثر القتل ويعمَّ الظلم والقهر بين الناس يخرج إلى الأرض رجلٌ يسمّيه عامة المسلمين المهدي المنتظر ويحكم الأرض لمدّةٍ قصيرةٍ، ويكون حكمه مستمدّاً من القرآن والسنة فيملأ الأرض عدلاً وتكثر الأمطار، ويكثر الخير والمال بين الناس فيعيشون بآمانٍ وخيرٍ.
أجمعت جميع المذاهب والفرق الإسلامية على خروج المهدي المنتظر في آخر الزمان، ويتّفق الجميع على أنّ هذا الرجل من صلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن أبناء فاطمة -رضي الله عنها- ابنة رسول الله.
صفات المهدي المنتظَر
ذكر لنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم في كثيرٍ من الأحاديث الشريفة صفات هذا الخليفة وهي:
- يواطئ اسمه اسم نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ومعنى يواطئ أي يوافقه؛ إذ يكون اسم المهدي محمد بن عبد الله، وتذكر بعض الفرق الإسلامية غير ذلك فتقول اسمه زيد مثلاً أو غير ذلك من الأسماء.
- أطلق عليه نبيّنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لقب المهدي في قوله " يخرج في آخر أمتي المهدي" وقوله عليه الصلاة والسلام" إن في أمتي المهدي" و "المهدي منا أهل البيت ".
- من الصفات البدنية للمهدي المنتظر أنّه منحسر الشعر عن مقدم الرأس، واسع الجبهة، دقيق الأنف؛ وهذه صفاتٌ توافق صفات نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
- يصلح الله المهدي المنتظر في ليلة؛ أي إنّ الله سبحانه وتعالى يهيّئه للخلافة في ليلةٍ واحدةٍ، فيهيّئ له من الأعوان والمساندين مما يساعده على إقامة الخلافة فيصدقه الناس ويبايعونه على الخلافة.
- يسود الأرض قبل ظهور المهدي المنتظر الظلم والقهر والجور، ويكثر بين الناس القتل بسبب أو دون سببٍ فلا يعرف القاتل لما قتل ولا المقتول لما قُتل والدالّ على ذلك قول رسولنا الكريم بما معناه بأنّه سيظهر المهدي المنتظَر ولو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحدٌ.
- لا يدوم حكم المهدي المنتظر في الأرض مدّةً طويلةً؛ فقد ذكر بأنها لا تتجاوز تسع سنوات.
- أكثر ما يميّز خلافة المهدي في الأرض كثرة الخير والبركة التي سينعم بها الناس، فيكثر سقوط المطر من السماء، وتكثر الماشية وتعظم الأمة فيعود للأمّة مجدها.
تتبع ظهور المهدي الكثير من الإشارات الدالة على قرب يوم الحساب مثل حدوث الزلازل والبراكين؛ ففي فترة حكم الخليفة المهدي ينزل عيسى عليه السلام من السماء فيصلّي خلف الإمام، ويحاول المصلون تقديم النبي عيسى إلا أنّه يصرّ على أن يصلّي خلف الإمام، ويُعدّ نزول النبي عيسى عليه السلام دلالةً على ظهور الأعور الدجّال؛ حيث إنّ عيسى ينزل من السماء استعداداً لقتل الأعور الدجّال كما تخرج في هذه المرحلة أقوام يأجوج ومأجوج لمحاربة الخليفة العادل المهدي المنتظر.