جدول المحتويات
أولو العزم
أولو العزم، هم الأنبياء والرسل الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى وميّزهم ورفع درجتهم، لصبرهم العظيم على البلاء، وقوّة تحمّلهم وبأسهم لما حلّ بهم من مصاعب أثناء تبليغ الدعوة، ولقوّة إرادتهم الصلبة على المضي في طريق الحق رغم تكذيب أقوامهم لهم، وهم خمسة رسل: سيدنا نوح عليه السلام، وسيدنا إبراهيم عليه السلام " أبو الأنبياء "، وسيدنا موسى عليه السلام " كليم الله "، وسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام " المسيح "، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أولو العزم من الرسل
- نوح عليه السلام : كان عليه السلام نبيّاً صادقاً، كذّبه قومه بعد ان استمرّ بدعوته تسعمئة وخمسين عاماً، وأنذرهم من عذاب الآخرة، وظلّ يدعوهم إلى الدين الحنيف، لكنّهم كذبوه، وعصوه، واستمروا بطغيانهم، ولم يتبعه إلا القليل، فوقع على قومه العذاب، ودعا نوح ربّه أن يرفع عنهم العذاب، فرفعه، لكنهم رجعوا لكفرهم، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يبني سفينةً ويحمل فيها من آمن معه، ويحمل من كل نوعٍ من الكائنات الحية زوجين اثنين، وجاءهم الطوفان وغرقوا جميعاً بمن فيهم ابنه.
- إبراهيم عليه السلام : وهو الخليل عليه السلام، اختاره الله سبحانه وتعالى وفضله بالرسالة، وقد كان قومه يعبدون الكواكب، فهداه الله لعبادته وحده، ودلّه بالفطرة السليمة على التوحيد، فدعا قومه إلى الله، لكنهم كذّبوه وعصوه، وأعدوا ناراً عظيمةً كي يحرقوه، فأنجاه الله سبحانه وتعالى منهم، ولم يتأذّى من النار، وجعل الله أكثر الأنبياء من صلبه، فسمّي بذلك أبا الأنبياء، وسيدنا إبراهيم هو الذي بنى الكعبة مع ولده إسماعيل عليهما السلام.
- موسى عليه السلام : وقد أرسله الله تعالى إلى فرعون، وأيّده بالمعجزات الدالة على صدقه، أولى معجزاته العصا التي أكلت حبال السحرة بعد أن تحوّلت إلى حيةٍ تسعى، والثانية يده التي كانت مصابةً بالبرص، فلمّا أدخلها في جيبه، خرجت بيضاء من غير سوءٍ بإذن الله، وقد دعا موسى فرعون وقومه للإيمان بوحدانية الله تعالى، لكنّهم كذّبوه وعصوه، فأهلكهم الله سبحانه وتعالى بالغرق.
- عيسى عليه السلام : سيّدنا عيسى ابن مريم روح الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم، خلقه الله كما خلق آدم، وقد أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، وأيّده بالكثير من المعجزات، فقد كان يُحيي الموتى بإذن الله، وتكلّم وهو في المهد، وكان يخلق من الطين على شكل الطير، فينفخ فيه، ويصبح طيراً بإذن الله تعالى، وكان يبرئ الأكمه، ويشفي الأبرص، وقد رفعه الله عنده للسماء بعد أن تآمر عليه بنو إسرائيل ليصلبوه، فنجاه الله، وصلبوا شبيهاً له.
- محمّد صلى الله عليه وسلم : وهو سيد الخلق أجمعين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، النبي العربي الأمي الأمين، أرسله الله سبحانه وتعالى إلى جميع الناس، ليدعوهم لوحدانيّته، وقد كان أوّل من كذّبه أهله وقبيلته قريش، وقد تعرّض عليه الصّلاة والسلام للكثير من الأذى، لكنّه صبرّ واستمرّ في دعوته حتى كبر دين الإسلام.