الحج
موسم الحج من أعظم مواسم الطاعات، وهو ركنٌ من أركان الإسلام، والحج الخالص لله تعالى والمتقبل يُغفر به لصاحبه ويعود كيوم ولدته أمه، ويُختم الحجّ بجائزةٍ عظيمةٍ من لدن الله عزّ وجل ألا وهي عيد الأضحى المبارك؛ حيث تسعد النفوس وتبتهج، فاليوم الأول هو يوم النحر نسبةً لذبح الأضاحي، والأيام الثلاث الأخيرة منه تُسمّى أيام التشريق. قال الله عزّ وجل في محكم التنزيل: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون)، وهذه الأيام المعدودات هي أيام التشريق.
فضل أيام التشريق
أمرنا سبحانه وتعالى فيها بالإكثار من ذكره واختصه من بين العبادات كلها، فهو من أعظم العبادات ولا سيما التكبير، ومن الملاحظ أنه جلَّ في علاه أمرنا بذكره في عقب العبادات العظيمة ومنها الصيام والصلاة والحج، وأيام التشريق تأتي بعد موسم الحج العظيم، كما ويجب استحضار القلب والعقل أثناء الذكر تعظيماً لله تعالى ولتحصيل الأجر الأكبر، ولتسعد النفس في ذلك أيضاً فتتنزّل الرحمات والسكينة فبذكر الله تطمئن القلوب وترتاح.
عدد أيام التشريق
أيام التشريق ثلاثة أيام من عيد الأضحى المبارك، وهي الأيام الثلاثة الأخيرة منه، أي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، واستثني منها اليوم الأول والذي يُسمى بيوم النحر، كما وتُسمّى بأيام الرمي أي رمي الجمرات وأيام منى.
سبب تسمية أيام التشريق
يعود سبب تسمية أيام التشريق بهذا الاسم لأمرين وقد اختلف فيهما؛ فالسبب الأول لأنهم كانوا عندما يذبحون الأضاحي يعرِّضون لحومها لأشعة الشمس لتقديدها، والتقديد طريقةٌ من طرق ووسائل حفظ اللحوم، يحفظها من التلف والخراب ومن التعرّض للعفونة، ويمكن للمرء تناولها بعد مدة طويلة من ذبحها، وأمّا السبب الثاني لتسميتها يعود لتأدية صلاة عيد الأضحى المبارك بعد شروق الشمس، فأطلق هذا الاسم على أيام العيد كلها.
هل يجوز صيام أيام التشريق
نأخذ نحن المسلمون تشريعنا وعباداتنا من كلام الله عزّ وجل ودستور حياتنا القرآن الكريم، ومن سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو وحيٌ يوحى، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي سعيد: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم الأضحى)، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنها أيام أكلٍ وشربٍ وذكرٍ لله عز وجل)، أي أيام التشريق الثلاث، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من كان صائماً فليفطر فإنّها أيّام أكلٍ وشربٍ) صحيح مسلم.
من هنا تتبيّن لنا حرمة صيام هذه الأيام، فمن المعلوم أنّ الصائم أغلب الأحيان يضعف جسمه ويفتر ويثقل لسانه عن فعل الطاعات وذكر الله تعالى، فأمرنا الله عزّ وجل إفطار هذه الأيام لنتقوّى بالطعام والشراب على ذكره الكثير، وعلى شكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى والتمتع بها.