الإنسان بجبلته يميل إلى حبّ الجمال و سكناته و تبعاته ، فكيف يكون هذا الحب حينما يكون المحبوب كاملاً لا نقصان فيه ؟ كيف لا يكون جميلاً حينما يكون المحبوب هو الله ؟ هل استشعرت معي معنى الطمأنينة ؟ معنى الحب ؟ معنى الأمان ؟ معنى الرجاء ؟ معنى التأمل الذي لا ينضب ؟ معنى الفرح الدائم ؟ معنى كل شيء جميل تستشعره و أنت قريبٌ من الله، ما رأيك أن تعيش معي الآن رحلة إلى طريق حب الله ؛ لتكون الفائز برضا الله و طاعته و الفائز بمقعدٍ من مقاعد الجنة ؟ هيّا بنا إذن ، لنحجز مقعدنا من الآن !
رابعة العدوية تعبرُ معنا هذا الطريق ، و تقول في حبها لله كيف يكون :
عرفت الهوى مذ عرفت هواك.... وأغلقت قلبي عن من سواك
وبت أناديك يا من ترى .... خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى.... وحــبــــاً لأنـك أهل لـذاك
فأما الذى هو حب الهوى .... فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذي أنت أهل له .... فكشفك لي الحجب حتى أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ....ولكن لك الحمد في ذا وذاك
فهذه الأبيات الجميلة عندما نقرأها يخشع كل جسدنا و تقرّه السكينة و الطمأنينة و الحب و الأمان ، كيف لا ؟ و الله هو النور الدائم و الأمل الذي لا ينضب ، و الحب و الجمال الذي لا ينتهي ، كيف لا؟ كيف لا و حب الله يختلف عن حب البشر ، حبك لله و في الله و من أجل الله ، و إرضاك له ؟
لكي تصل إلى هذا الطريق ، عليك يا صديقي بالآتي :
إذن عليك بإخلاص القصد لله في العبادة ، أيّما إخلاص .. اخلصوا إليه و كونوا إليه عاكفين عابدين طائعين ، و عليك بتلاوة كلام الله ، و هل هناك أعذب من كلام الله ؟ و أرقه على هذه النفس ؟ هل من راحةٍ بغير تلاوة يستشعرها القلب كل يوم ؛ فينام مطمئناً ، هادئ البال ؟ تدبّر .. تدبّر، و كذلك الإكثار من ذكر الله في كل وقت ، لتكون بقربه دوماً ، في سرّائك و ضرّائك و تستشعر وجوده و قربه في كل آن ، لا تشعر بالوحدة ، يكفيك أن الله صديقك و قريب منك دوماً ، و كذلك المواظبة على الصوات فإنها عماد حياتك كلها ، إن صلحت .. صلحت حياتك كلها ، و إن فسدت .. فسدت حياتك كلها ! و كذلك الإنفاق المعتدل " و لا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك و لا تبسطها كل البسط " ، و ملازمة أهل العلم و الصالحين و الإحسان إلى الآخرين و الصبر ثم الصبر .
و أخيراً .. هذه الأمور لو استشعرها كل إنسان لوجد أنه أسعد مخلوقات الله ، فكل إنسان لله قريب سيكون الأكثر طمأنينة و الأكثر سعادة وراحة ، ما رأيك لو تفز بمقعد من مقاعد الجنة و الراحة الأبدية ؟ استشعر الله .. استشعر الله بقلبك دوماً