معنى الإيمان
يُعتبر الإيمان درجة سامية من الدّرجات الرّوحيّة والشّعور الوجدانيّ الذي يسعى المسلم للوصول إليها، بحيث يستشعر قربه من الله عزّ وجل، ويتلمس آثار هذا الإيمان في نفسه وقلبه، والتي تُترجم إلى أفعالٍ ومواقف على أرض الواقع، فالإيمان محلّه القلب، كما أشار النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى ذلك، وهو حالة إيمانيّة روحيّة تزيد وتنقص تبعًا للمواقف والأحوال والظّروف، فالمسلم بلا شكّ وهو خاشع في صلاته وعبادته يكون على درجةٍ من الإيمان أكبر ممّا إذا كان في أمرٍ من أمور الدّنيا، من تحصيل رزقٍ أو غير ذلك، وإنّ الإيمان يترادف في معناه مع التّقوى، وهي كما فسّرها الإمام علي رضي الله عنه بأنّها الخوف من الجليل، والعمل بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل.
كيفيّة تقويته
ولا شكّ في إنّ المسلم العاقل يسعى باستمرار إلى تقوية وتنمية الإيمان في قلبه، وهذا لا يتمّ إلا باتّباع منهج حياة وعبادة واضح تكون أبرز مظاهره:
- ألّا يكتفي المسلم بما فرضه الله عليه من فرائض العبادات والمناسك، وإنّما يسعى باستمرار إلى الاستزادة منها من خلال النّوافل، والنّوافل تقرّب العبد إلى ربّه جلّ وعلا، وتوثّق صلته به سبحانه.
- أن يعظّم المسلم ذنبه في قلبه ولا يستهين به، وفي المقابل أن يصغّر العمل الصّالح في نفسه، فالمسلم وكما في الحديث الشّريف يرى ذنبه كأنّه جبلٌ يوشك أن يقع عليه، بينما الكافر يرى ذنبه كأنّه ذبابة حطّت على أنفه فحرّك يديه حتّى طارت، ولا شكّ في أنّ تلك الحالة الرّوحيّة والوجدانيّة للمسلم تقوّي إيمانه، وتجعل هذا الإيمان حصنٌ حصين، وحرز مكين لنفسه من الوقوع في الذّنوب والمعاصي.
- أن يحرص المسلم على فعل الخيرات واجتناب المنكرات، فالإيمان يستوجب من المسلم أن يكون حريصًا على أداء الخير والمعروف، واجتناب المنكر والفاحشة، وفي الأثر: إذا سمعت قوله تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا ) فأرعِه سمعك فإنّه خيرٌ يؤمر به أو شرٌ يُنهى عنه، فخطاب الله سبحانه وتعالى إذن للمؤمنين هو خطاب تكليف، يخلق في نفس المسلم الإيمان والعزيمة لاتّباع منهج الله تعالى في الحياة.
- أن يبقى المسلم موصولًا بربّه جلّ وعلا من خلال محافظته على الأذكار والدّعاء، فالأذكار التي وردت في السّنّة النّبويّة المطهّرة وأدعية الإجابة، وتفريج الكرب والاستخارة، لأنها تقوّي إيمانيّات المسلم، وتوثّق علاقته معه سبحانه، حيث تجعل لسانه دائمًا رطبًا بذكر الله تعالى.
- أن يسعى المسلم على الأرملة والمسكين واليتيم، فممّا يلين القلب ويزيد الإيمان أن يربت المسلم على رأس يتيم، هو في أمسّ الحاجة إلى لحظات العطف والحنان التي فقدها بفقد والديه.