الصلاة
لقد فرض الله سبحانه وتعالى الصلاة على المُسلمين، وجعل لكل رُكن من أركانها بدءاً من الوضوء، وانتهاءً بالتحيات والتسليم شروطاً مُعينة لصحة الصلاة، ومن ضمن هذه الشروط أن يُصلي المُسلم قائماً.
ولكن الإسلام دين اليُسر، فلا يرضى الله سبحانه وتعالى لعباده المَشقة، وجعل استثناء في كُل عبادة مفروضة على المُسلمين، ولهذا فقد سمح الإسلام بصلاة المُسلم جالساً، ولكن في حالات مُعينة حتى تصِح صلاته ويأخذ ثوابها ولا يضيع أجره.
وحنى لا نقع في الأخطاء التي قد يقوم بها بعض المُسلمين خلال الجلوس في الصلاة، سنتعرّف في هذا المقال على الحالات التي تصِح فيها الصلاة عند الجلوس، وكذلك الحُكم الشرعي في هذه الحالات.
الحكم الشرعي للجلوس في الصلاة
تبطُل الصلاة إذا كان المُصلي قادراً على الوقوف في الصلاة، لأن الوقوف من بداية الصلاة إلى نهايتها ركن من أركان الصلاة المفروضة، أما في صلاة النوافل (السُنن) فهي ليست واجباً، ولكن في الحالة التي يُصلي فيها المُسلم النوافل وهو جالس، فهو يأخذ نصف أجر الذي يُصلي قائماً، ويتضح هذا في قوله تعالى:" وقوموا لله قانتين".
- اتفق أهل العلم على أن المريض غير القادر على أداء الصلاة وهو واقف فإنه يُصلي وهو جالس، ويركع ويسجد بالطريقة الصحيحة، إذا استطاع فإن لم يستطع، فإنه يصلي ويجعل سجوده أخفض من ركوعه، لأنَّ دفع المشقة أصلٌ في ديننا لقوله تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)، والدلالة على جواز صلاة الفريضة جالساً عند العجز لقول رسولنا الكريم في حديث عمران( صلي قائما، فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنبيك) وهذه هي الحالات التي يُسمح بها للمُسلم بالصلاة جالساً.
- لقد رفض الإسلام الجلوس في الصلاة إلا في حالة عدم القدرة على القيام أو العجز الكامل عن القيام، ويدخُل ضمن هذا الحُكم كبير السن الذي شق عليه القيام، والمُقعد الذي لا يستطيع القيام، والمريض الذي يؤذيه القيام في مرضه أو يؤخر في شفائه، والحامل التي لا تستطيع الركوع والسجود.
طريقة صلاة الجالس
- من لا يستطيع القيام ولا الركوع ولا السجود لمرض ألمَّ به، كالمُقعد مثلاً فيصلي على الهيئة التي يستطيعها.
- يفضل ألا يجلس المصلون الذين يصلّون على المقاعد خلف الإمام مباشرة خوفاً من إرباك باقي المُصلين.
- يُستحسن أن يكون الكرسي صغيراً حتى لا يربك الصفوف.
- أما الأشخاص الذين يستطيعون الوقوف والركوع ولا يستطيعون السجود، فيصلون بشكل عادي، وعند السجود يجلسون على الكرسي ويسجدون حسب قدرتهم.
- الأشخاص الذين لا يستطيعون الركوع و السجودِ يصلون واقفين وعند الركوع والسجود يجلس على الكرسي، بحيث يكون السجود منخفضاً أكثر من الركوع.
- في حالة القدرة على السجود فقط وعدم القدرة على القيام والركوع، فيُصلي الشخص جالساً على المقعد، فإذا أراد السجود ينزل على الأرض ويسجد.
- أما الشخص الذي لا يستطيع الجلوس في التشهُّد كما يجلس المصلَون يتشهد وهو جالس على المقعد.