المحافظة على البيئة
تعتبر المحافظة على البيئة بمكوناتها المتنوّعة من أهمّ القضايا التي تشغل الدّول والحكومات في وقتنا الحاضر، نظرًا لزيادة حجم التّحديات في هذا المجال، فالعلماء يتحدّثون باستمرار عن مشاكل وعيوب طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة الضّارة، وكذلك يتحدّثون عن زيادة نسبة الانبعاثات الغازيّة الضّارة التي تؤثّر على الإنسان والنّباتات مثل ثاني أكسيد الكربون وغير ذلك من الغازات الضّارة.
كما ساهمات الحروب المستمرة على وجه هذه الأرض في إحداث التّلوث البيئي بما تبعثه الانفجارات من مواد سامّة تؤثّر على صحّة الإنسان، وللأسف الشّديد فقد كان الإنسان المسبّب الرّئيسي لهذا التّلوث البيئي بسلوكيّاته الخاطئة، فقد قال تعالى: (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون ).
الفساد في هذه الآية الكريمة يتضمّن بلا شكّ التّلوث الحاصل في البيئة التي حولنا من ماءٍ وهواءٍ ونباتات وغير ذلك، فتعرف على ما هى أبرز الوسائل التي أكّد عليها الإسلام للمحافظة على البيئة ومكافحة التّلوث فيها ؟
وسائل المحافظة على البيئة في الإسلام
- أكّد النّبي عليه الصّلاة والسّلام على أهميّة النّظافة كعلامة من علامات و دلائل الإيمان الفارقة، وقد نهى النّبي الكريم عن التّشبه باليهود لما روي عن نجاستهم، حيث قال: (طهّروا أفنيتكم فإنّ اليهود لا تطهّر أفنيتها )، وفي هذا الحديث خير توجيهٍ نبوي للأمّة الإسلاميّة بضرورة أن تحافظ على بيوتها، وشوارعها، وطرقاتها، وأحيائها نظيفةً، بحيث يقوم كلّ إنسانٍ برمي الفضلات في أماكنها التي خصّصت لذلك، وأن يتعاون النّاس على هذا الأمر باعتباره تعاوناً على البرً والتّقوى الذي حثّ الله تعالى عليه.
- نهى النّبي عليه الصّلاة والسّلام عن كثيرٍ من السّلوكيّات الخاطئة التي يمكن أن تؤدّي إلى التّلوث والإساءة إلى البيئة، ومن ذلك نهيه عن التّبول في الماء الرّاكد الذي لا يجري لأنّه قد يكون سبباً لشيوع الأمراض بين النّاس.
- حثّ النّبي عليه الصّلاة والسّلام على تعمير الأرض والمحافظة عليها في أحاديث كثيرة، ففي المعارك نهى النّبي عن قطع الشّجر وتدمير البنيان، وأكّد على أهميّة عنصر النّبات كعنصر مهم من عناصر البيئة التي تعمل على حفظ التّوازن البيئي، حيث قال :(إن قامت السّاعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألاّ يقوم حتّى يغرسها فليفعل ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.