فريضة الحجّ
جاء في القرآن الكريم الأمر بالتّوجه إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحجّ لمن امتلك القُدرة من حيث المال والصِّحة والعافية والأمان على نفسه وعلى من سيتركهم خلفه. قال تعالى:"ولله على النَّاس حِجُّ البيت من استطاع إليه سبيلًا ومن كفر فإنّ الله غنيٌّ عن العالمين"؛ فقد جاء لفظ الكُفر في هذه الآية للمستغني الرَّافض لهذه الفريضة مع الاستطاعة.
منذ رفع إبراهيم عليه السَّلام لقواعد البيت العتيق والأنبياء عليهم السَّلام لا يتوانون عن أداء فريضة الحجّ حتى بلغ عدد الأنبياء الذين حجّوا بيت الله الحرام سبعين نبيًّا منهم موسى، وهودٌ، وصالحٌ عليهم السَّلام.
ما يلزم الحاج فعله
قبل توجّه الحاج إلى مكّة المكرّمة عليه فعل ما يلي:
- عقد النِيّة على التّوبة الصَّادقة وعدم العودة إلى المعاصي والذُّنوب بعد العودة من الحجّ؛ فيقول الحاجّ: يا رب تبتُ وندمتُ ولن أعود إلى المعصية والذَّنب مرَّةً ثانيةً.
- قضاء الدُّيون وحقوق العباد الماليّة المعلّقة في ذمة الحاج، وإنْ كان على الحاج دَينًا عجز عن سداده؛ فعليه طلب الإذن والاستمهال من صاحبه فإنْ رفض فلا يخرج للحجّ.
- ردّ ما لدى الحاج من الودائع والأمانات لأصحابها.
- ردّ المظالم؛ أي محاسبة النَّفس قبل السَّفر للحجّ؛ فإنْ اتضح بأنّك ظلمت أحدًا فعليك الذَّهاب إليه وطلب الصَّفح والعفو منه.
- إخلاص نية الحجّ وصرفها لله تعالى من غير طلبٍ للرِّياء أو السُّمعة أو التِّجارة والمنفعة.
- توديع الأهل والزَّوجة والأبناء والأصدقاء بقول: أستودعُ الله دينكم وأماناتكم وخواتيم أعمالكم.
- صلاة ركعتين قبل الخروج من غير الفريضة؛ حيث تُقرَأ في الركعة الأولى سورة الكافرون، وفي الثَّانية سورة الإخلاص.
- معاهدة النَّفس على ألا يرتكب الحاجُ معصيةً أو إثمًا في الحج، وأن يُطبّق سُنة الرَّسول صلّى الله عليه وسلم، وأنْ يتفرّغ لأداء العبادات والطَّاعات في أوقاتها، وأنْ يتجنّب الجدل والخِصام والشِّجار والانشغال بالنّاس ما استطاع.
أداء الحجّ
في اليوم الثَّامن من شهر ذي الحجة يغتسل الحاج ويُحرم للحجّ، ثُمّ يتوجّه إلى مِنى مع جموع الحجيج مع التّلبية، وبعد صلاة فجر اليوم التَّاسع يتوجّه الحجاج إلى جبل عرفة ويبقون هناك مصلِّين مهلِّلين مُلبّين حتى غروب الشَّمس، بعد ذلك تبدأ نفرَة الحجّاج إلى مزدلفة ويبيتون فيها ليلتهم تلك بعد جمع حصى الجمرات، وفي الصّباح ينطلق الحُجّاج لرمي الجمرات ثُمّ التَّوجه إلى مكّة لأداء طواف الإفاضة ثُمّ الذَّبح والحلاقة أو التَّقصير، ثُمّ العودة إلى مِنى مرّةً أخرى والاستقرار فيها لمدّة ثلاثة أيامٍ لأداء رمي الجمرات يوميًّا- الجمرة الصُّغرى والوسطى والكبرى-، ثُمّ التَوجّه إلى مكّة لأداء طواف الوَداع ومغادرة مكّة إلى الدِّيار.