ليلة القدر
شهر رمضان هو شهر الخير والرحمة والتآلف بين الناس. جميع أيام هذا الشهر مباركة، ويستطيع الإنسان فيها زيادة رصيده من الحسنات، ونيل الأجر والثواب من خلال الأعمال التي يقوم بها سواء في عبادته لله تعالى من صلاة وصيام ودعاء، أو من خلال التصدق على الفقراء؛ فمن استطاع أن يفطر مسلما في رمضان أو أن يقدم العون للأسر المحتاجة فإن ثوابه سيكون مضاعفا عن باقي أيام السنة. توجد في شهر رمضان ليلة تسمى بليلة القدر التي لها أهمية وفائدة كبيرة، وسنتعرف في هذا المقال على موعدها وطريقة كيف تتم الصلاة فيها.
موعد ليلة القدر
لا أحد يعلم متى تكون ليلة القدر؛ فهي إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان، على أن تكون هذه الليلة وترا، أي إنها تكون يوم 21 أو 23 أو 25 أو 27 أو 29، ويصلي المسلم في هذه الليلة ويدعو الله أكثر من باقي الأيام، وهذا سر إخفاء اليوم الذي تكون فيه ليلة القدر، حتى يزيد المسلم من عبادته في العشر الأواخر من رمضان، والتي هي من احسن وأفضل أيام الشهر.
على الرغم من أن السنة النبوية لم تحدد لنا متى تكون ليلة القدر، إلا أن لهذه الليلة علامات و دلائل يستطيع علماء الدين معرفتها، وأهم هذه العلامات و دلائل أن اليوم يبدأ بشروق الشمس الدافئة والتي ليس لها أشعة قوية كما في باقي الأيام، كما أن لونها يكون مائلا للحمرة، أما في المساء فإن نور القمر يكون قويا، مع هدوء يسود المكان، وتكون في الجو نسمات من الهواء التي لا برد فيها، وهي حقا ليلة مميزة، يشعر فيها المسلم بالطمأنينة والسكينة.
طريقة الصلاة في ليلة القدر
تبدأ ليلة القدر من بعد أذان المغرب وحتى أذان الفجر؛ إذ يقيم المسلم هذه الليلة بالدعاء والصلاة، حتى ينال الأجر والثواب في ليلة القدر التي ذكرت في القرآن الكريم "خير من ألف شهر"، دلالة على عظم ثواب من يقيمها، وعلى أهميتها؛ ففي هذه الليلة نزلت أولى آيات القرآن الكريم على الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
للسائل عن عدد ركعات هذه الليلة، فإن الأولى في هذا الأمر أن يتم اتباع سنة سيدنا محمد، فقد كان يصلي عددا غير محدد في ليلة القدر، ونرى الكثير ممن يحددون عدد ركعات هذه الليلة بمائة ركعة، إلا أن علماء الدين يرون في هذا الأمر بدعة، كما أن هذا العدد قد يجلب المشقة على صاحبه، والإسلام دين يسر، ولا يقبل المشقة على عباده المسلمين.
ننصح بإكثار الدعاء والصلاة قدر المستطاع في هذه اللية، وليس المهم عدد الركعات التي تصلى بل الأهم الإطالة في كل ركعة، وقراءة أكبر عدد من آيات القرآن الكريم، ومن ثم إطالة السجود، والدعاء في السجود؛ حتى تتقرب من الله عز وجل في ليلة لا تأتي إلا مرة كل عام، ويجب استغلال هذه الليلة المباركة؛ فقد تكون آخر مرة يبلغ فيها المرء شهر رمضان.