النوافل
تعد صلاة النوافل من أعظم واحسن وأفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى وهي دأب الصالحين وتجارة المتقين للآخرة وتعد صلاة الضحى من هذه ضمن هذه الصلاوات، إذ ليست بمفروضة على العباد، ولكن من يؤديها له الأجر الكبير ويعد من الأوابين، وفيها التقرب من الله سبحانه ونيل محبته، وهي سنة مؤكدة والقيام بها إنتعرف ما هو اتباع لسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فعن عائشة -رضي الله عنها-، قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى أربعا، ويزيد ما شاء الله".
وقت صلاة الضحى
تؤدى صلاة الضحى أول النهار، وسميت بذلك لأن وقتها يكون وقت الضحى، حيث يبدأ من ارتفاع الشمس قدر رمح، أي بعد ربع ساعة من ارتفاعها إلى استوائها قبل زوالها أي قبل الظهر بربع أو ثلث ساعة، والاحسن وأفضل في فعلها أن تكون إذا علت الشمس واشتد حرها، أما إذا أوتيت أول طلوع الشمس فهي تسمى صلاة الإشراق.
طريقة صلاة الضحى
تصلى هذه الصلاة مثلها مثل غيرها من السنة ولا فرق في ذلك، أما عدد ركعاتها فأقلها ركعتان وأكثرها غير محدد، فقد تكون أربعا أو ثماني أو أكثر، وتصلى ركعتين ركعتين يقرأ فيها سورة الفاتحة، ويسلم الشخص من كل ركعتين ويكمل ذلك حتى ينهيها ويفضل بعد الإنتهاء منها الجلوس لذكر الله وقول أذكار الصباح، فمن صلى ركعتين فقد صلى الضحى ومن صلى أربعا أو أكثر كذلك فلا بد من الإلتزام والحفاظ عليها ولو بركعتين، فذلك خير لمن صلى أكثر ولم يلتزم بها.
فضل صلاة الضحى
لهذه الصلاة فضل كبير وقد ورد في السنة ما يدل على فضلها وأهميتها وأجرها، ومن ذلك:
- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد حث على هذه الصلاة ورغب فيها أصحابه من بعده بأن يصلوها وعدم تركها، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: "أوصاني خليلي -صلى الله عليه وسلم- بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد"
- أن بها صدقة عن النفس قول الرسول:"يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى".
- أن الله سبحانه وتعالى يقضي لمن صلاها حوائجه ومطالبه في نهار ويكفيه ما يكره من يومه.
- تعد هذه الصلاة صلاة الأوابين، والأواب هو كثير الرجوع إلى الله والتوبة من ذنوبه.
- وبهذه الصلاة يتقرب العبد من الله سبحانه، فيكون دعاؤه مستجابا ويزيل الله عنه الكربات والهموم من يومه.
فلنحرص أخي المسلم على كل عمل يقربنا من الله سبحانه، ولنبدأ بالحفاظ على هذه الصلاة والالتزام بها، ولنعلم أبناءنا بها فالأبناء يقتدون بآبائهم؛ فإن اتباع التعاليم الإسلامية وسنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- السعادة في الدارين الدنيا والآخرة.