القبعات
تُعتبر القبّعات واحدةً من الكماليات في الملابس، وتُصنع هذه القبعات بأشكال، وألوان مختلفة، كما أنّها تُصنع من مواد مختلفة، فمنها ما يُصنع من قش النباتات القويّ، ومنها ما يُصنع من الكتان، ومن أكثر أشكالها هي القبعات التي توجد على شكلٍ دائري، يتوسّطه كأس صغير مرتفع قليلاً إلى الأعلى، وتعتبر هذه القبعات من أشكال الموضة القديمة والحديثة، وتستخدم لما هى اسباب دينيّة، وللإشارة على الرتبة العسكريّة، لجيوش العالم أيضاً.
أين يتم تصنيع قبعات بنما؟
يعتقد البعض بأنّ هذا السؤال من الأسئلة الغبيّة، إلّا أنّه ليس كذلك، ففي القرن السادس عشر وصل الإسبان للمرة الأولى إلى أمريكا الجنوبيّة، ووجدوا بأن السكّان الأصليين يرتدون أغطية توضع على الرأس مصنوعة من القش بواسطة نبات يُعرف بـ carludovica palmata، وقد تأثر الإسبان بهذه القبعات التي شجوا السكّان المحليين في إسبانيا على إنتاجها، وكانت في ذلك الوقت تُصنع يدوياً.
تطوّرت مع مرور الوقت هذه القبعات إلى أن عُرفت بقبعات بنما، وكان ذلك في عام 1800 ميلاديّة عندما شقت طريقها من بلاد المنشأ الإكوادور إلى بنما، وكان العمال الذيون يعملون على قناة بنما أو برزخ بنما يرتدون هذه القبعات لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة والحارة، وفي نفس الوقت بدأ المسافرون والتجار بشراء هذه القبعات من الموانئ البنميّة لتشقّ طريقها إلى جميع أنحاء العالم، وفي منتصف عام 1800 ميلاديّة عُرضت هذه القبعات في المعرض العالمي في باريس عاصمة فرنسا، وحظيت هذه القبّعات باهتمام كبير آنذاك.
وخلال الحرب الأمريكية الإسبانية عام 1898 ميلاديّة أمرت حكومة الولايات المتحدة من الإكوادور أن تُصنّع لها 50000 قبعة لقواتها المتوجهة إلى البحر الكاريبي، وعلى الرّغم من شعبيتها في ذلك الوقت إلّا أنها تضاءلت كثيراً بعد نهاية الحرب، وهي الآن تعود لتكون جزءاً من الموضة الحديثة في هذا العالم.
كانت تُصنع القبّعة من شجرة النخيل toquilla، من قبل العديد من الحرفيين في بلدة صغيرة تعرف بمونتكريستي الموجودة في بلاد الإكوادور، وكانت كلّ قبعة تُصنع تكون فريدةً من نوعها نظراً لجودتها، والوقت المستغرق في صنعا الّذي بلغ من شهر إلى ستة أشهرٍ تقريباً، ومع مرور الوقت أصبحت واحدةً من أنواع الفنون التقليديّة التي تمارس في الإكوادور باعتبارها تراثاً ثقافياً غير ماديّ، وقد استخدمت للعديد من السنوات على أنها جزء من الموضة السائدة في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت.
وكان العديد من قادات العالم يرتدونها آنذاك كونستون تشرشل، ونيكيتا خروتشوف، والملوك الأوروبيين، والمشاهير العالميين، ورؤساء الولايات المتحدة مثل هاري ترومان، وتيودور روزفلت الذي نقلت له صورة صحيفة نيويورك تايمز، وكان ذلك أثناء زيارته لموقع قناة بنما في عام 1906 ميلاديّة، كما أنّ العديد من المفكرين، والكتاب، والرسامين، والاجتماعيين كانوا يرتدونها.