يأمل الآباء دائماً في أن ينشأ أبناءهم نشأةً سليمةً بعيدة عن العنف والأساليب الخاطئة في التّربية والتي قد تؤدي إلى انعكاساتٍ سلبيّة على نفسيّة الطّفل في كبره، وإنّ أهميّة تربية الأطفال تنبع من مكانتهم لدى ذويهم، فالطّفل هو مهجة فؤاد أبويه وكما قيل أبناؤنا فلذات أكبادنا، وبالتّالي تحتل تربية الأطفال على حيزٍ كبيرٍ في عقليّة الآباء وتفكيرهم بالنّسبة لآثارها المستقبليّة، فالطّفل الذي يتربّى على الأخلاق الحميدة والصّفات الحسنة والأعمال النّبيلة يكون قادراً أكثر من غيره ممّن لم يتربى على ذلك أن يواجه تحدّيات الحياة ويتكيّف مع متغيّراتها، ويبقى السّؤال الأهم الذي يشغل بال الآباء وهو كيف أربّي ابني وماهي الطّريقة المثلى لذلك، والحقيقة أنّه ليست هناك طريقةٌ واحدة لتربية الأطفال وإنّما هناك طرائق مختلفة تبعاً لصفات وطبائع الأطفال المختلفة والمتنوّعة، ومن هذه الطّرائق نذكر:
- تربية الأطفال من خلال القدوة الحسنة، فالأطفال ينظرون إلى آبائهم وكيف يتصرّفون في حياتهم ويسعون إلى تقلديهم، وبالتّالي على الأبوين أن يحرصوا أشدّ الحرص على أن يتصرّفوا أمام أطفالهم تصرّفاتٍ راشدة عاقلة حتّى يكونوا قدوةً حسنةً لهم.
- تربية الأطفال من خلال استخدام أسلوب التّرغيب والتّرهيب، فكثيرٌ من الآباء ينجح في اقناع و ماسك أطفاله بعمل شيء معيّن من خلال استخدام أسلوب التّرغيب والتّرهيب، فمثلاً إذا أراد الأبوين أن يقنعوا طفلهم بعمل شيءٍ معين أو ترك عادةٍ سيئة عليهم أن يحبّبوا ذلك الأمر إلى نفسه من خلال وضع مجموعة من المغريات أمامه مثل الحلوى وأدوات اللّعب، وفي حالة التّرهيب قد يلجأ الأبوين إلى منع ما اعتادوا على إعطائه لطفلهم حتّى يترك عادته السّيئة.
- تربية الأطفال من خلال الحوار والمناقشة، فكثيرٌ من الآباء يستهين في قدرات طفله العقليّة بحيث لا يلجأ إلى محاورته أو مناقشته في الأمور المختلفة وهذا خطؤٌ كبير، والأصل أن يحاور الآباء أطفالهم ويجلسوا معهم ويستمعوا إليهم مع الحرص على النّزول إلى مستوى الأطفال في التّفكير حتّى تتحقّق النّتيجة والثّمرة المرجوّة من الحوار.
- تربية الأطفال من خلال العقاب والتأديب، وهذا الأسلوب بلا شكّ مكروه بسبب آثاره النّفسيّة السّيئة التي قد تظهر على الطّفل في كبره، ولكن يبقى هذا الأسلوب ناجعاً في حالة الطّفل الشّقيّ الذي لا يرعوي إلا بهذا الأسلوب وبسبب أن عدم ابتاع هذا الأسلوب قد يسبّب نتائج وخيمه على الطّفل وأبويه، ويشمل هذا الأسلوب التّأنيب والضرب الخفيف غير المؤذي الذي يشعر الطّفل بأنّه قد ارتكب نوعاً من أنواع السّلوك المستحقّ للعقاب.