التربية الأسرية
تعد الأسرة أول مؤسسة تربوية يتلقاها الإنسان في حياته ومنذ أن يرى النور، فهي القادرة على تشكيل شخصية الطفل وصقلها، وهي احسن وأفضل وسيلة لتلقي الأفكار من قبل الكبار على الصغار، وهي الانتماء الأول للطفل، والمصدر الأول للتعلم وإشباع الحاجات، فالأسرة عبارة عن وحدة تربوية شاملة والتي تعد أساساً للمجتمع، بحيث أنها تنتج الأفراد الصالحين للمجتمع، وبالتالي هي الأساس في استقرار المجتمع وتحديد كيانه.
ولا بد للأسرة أن تشتمل على نظرة تربوية صحيحة بعيدة عن الأخطاء التي ستؤثر بشكل سلبي وبشكل قوي على أفرادها، فيجب على كل أسرة أن تعي جيداً مفهوم وتعريف ومعنى التربية السليمة، فالتربية ليست تلبية احتياجات الاطفال المادية بل هي صقل شخصية الطفل والمقدرة على زرع الأخلاق الحميدة في نفسه وإبعاده عن الجوانب السيئة فيه، ومن المهم جداً أن تعتني بكافة الجوانب لرعاية أطفالها، كالجانب النفسي والاجتماعي والصحي، فتلبية كافة الجوانب سيؤدي إلى خلق شخصية متوازنة للطفل مما تجلعه مواطناً فعالاً في المستقبل، وكذلك تمده بالكثير من الثقة بالنفس والمهارات والقدرات المتعددة.
نصائح تربويّة
وحتى تستطيع الأسرة من تربية أبنائها تربية سليمة يجب عليها أن تهتم ببعض الأمور التي ستزيد من خبرتها التربوية، مثل:
- أن يقوم الوالدان بقراءة الكتب المتعلقة بالتربية الأسرية، والمتعلقة بطريقة التعامل مع الأطفال بكافة مراحل حياتهم، فالقراءة ستساعدهم على تربية أطفالهم تربية سليمة بعيداً عن الأفكار المتوارثة، والتي تعتبر أفكاراً سيئة وغير سليمة، وكذلك تمكنهم من التعامل مع كل طفل على حسب عمره وشخصيته بالشكل الذي ينمي تفكيره وأخلاقه.
- تناقش الكبار بمسائل الصغار، وذلك من خلال استشارة المختصين بأمور الأطفال والاستفادة منهم، وكذلك الاستفادة من تجارب الآخرين من خلال الحديث من الآباء والأمهات الآخرين عن الأطفال ومشاكلهم ومحاولة إيجاد الحلول التربوية السليمة لتقديمها للأطفال، ويجب الحذر من التعميم بحيث أن لكل طفل شخصيته وطريقته الخاصة بالتعامل معه، فيمكن ألاّ تنجح تجارب الآخرين مع أطفالنا.
آثار التربية السليمة على الطفل
- تمكن الطفل من التفاعل مع الآخرين بالشكل الجيد، وتمكنه من التعاون معهم واحترامهم.
- عدم استخدام العدوانية أثناء التعامل مع الآخرين.
- التفاعل الإيجابي مع مشاعر الآخرين والتعاطف معهم.
- حسن التصرف عند مواجهة المشكلات، والتعامل معها بأسلوب جيد.
- المقدرة على إنشاء العلاقات السليمة مع الأهل والأصدقاء، وكذلك تكوين أسرة سليمة في المستقبل.
- النجاح في حياته العلمية والعملية.
- استطاعته على التفكير بشكل منطقي وصحيح، والابتعاد عن الاستنتاجات الخاطئة المبينية على الشكوك والاوهام.
- المقدرة على التفاهم مع الآخرين، وفهم أفكارهم بالشكل الصحيح.
- المقدرة على التعبير عن النفس بالشكل الواضح.
- يمكنه أن يقوم بضبط رغباته وعواطفه، والتمكن من التصرف معها بالشكل المنطقي والعقلاني.
- عدم السماح لانفعالاته بالتحكم به وبتصرفاته، وإمكانيته على التحكم بأعصابه وعدم الاستسلام للعوامل الخارجية السيئة التي قد يواجهها.