الغضروف
الغضروف هو نسيج قاسٍ، ولكنّه مرن، وهو أحد أنواع الأنسجة الضّامّة، ويتكوّن من نوعين من الخلايا، وهو في غالبيّته من ألياف الكولاجين، بالإضافة إلى ألياف الإيلاستين، ويتواجد في عدّة أماكن من الجسم، وصفاتها تتوسّط صفات العظام القاسيّة، والأوتار المرنة، مع العلم أنّ كليهما من الأنسجة الضّامة أيضاً، وينمو الغضروف في الجنين، ويستمرّ في النّمو لعمر العشرين، ومن ثمّ يتصّلب، فلا تستطيع العظام النّمو طوليّاً.
أماكن تواجد الغضاريف
تتواجد الغضاريف في عدة أماكن من الجسم، وهي الغطاء الخارجي للأنف تحت الجلد، وصيوان الأذن، كما أنه يعبئ الفراغات بين أضلاع القفص الصّدري، وهو المكوّن للشعب الهوائيّة، ويوجد أقراض غضروفيّة في كل مفصل، والحنجرة، والعديد من الأماكن الأخرى.
أنواع الغضاريف
تنقسم الغضاريف لثلاثة أنواع، وهي:
- الغضروف الهياليني (الزجاجي): لون هذا الغضروف أزرق شفّاف، ويغطّى بغشاء، ومن أمثلته غضروف الأنف، والغدّة الدّرقيّة.
- الغضروف المرن: هو الغضروف المكّون لأجزاء الأذن مثل الصيوان، وقناة أستاكيوس.
- الغضروف المليف: هذا الغضروف لونه أبيض، ويتواجد بين العظام، مثل الغضاريف الموجودة بين فقرات العمود الفقري.
أهميّة الغضاريف في الجهاز الهيكلي
تتكامل كلّ من العظام والغضاريف في القيام بعدّة وظائف، فالغضروف يمنع احتكاك العظام ببعضها في المفاصل، مثل مفصل الركبة، وفقرات العمود الفقري، وبالتّالي يمنع من تآكلها، ممّا يحافظ عليها سليمة، وقادرّة على التّحرك بسلاسة، أما إن حدث تآكل لهذا الغضروف كما يحدث عند زيادة الوزن مثلاً، سيعاني الشخص من آلام شديدة في المفاصل، ويتمثّل ذلك بالروماتيزم، والكساح عند الأطفال، كما أنّ النسيج الغضروفي يساعد في تشكيلها، وحمايتها عند التّعرض للضغط نتيجة حمل أثقال، كما توفّر المجال للأعصاب للخروج من الفقرات في العمود الفقري.
الغضاريف تعمل على حمايّة الأجزاء الدّاخليّة للجسم مع العظام، فكلاهما يشكّل القفص الصّدري الذي يغطّي القلب، والرئتين، والكبد، كما أنّها تتعاون في عمليّة السمع، فيقوم غضروف الصيوان بتجميع الصّوت، وتنقله عظيمات السمع الثلاثة، ليصل إلى القناة السمعيّة المكونّة من الغضاريف أيضاً.
عوامل مؤثرة على صحة الغضاريف
هناك عدّة عوامل تؤثر على صحة الغضاريف، فكلّما تقدم الإنسان في العمر، تبدأ خلاياه بالهرم، وكذلك الغضاريف، كما أنّ مرضى السكّري هم أكثر عرضة للتآكل، وكذلك من يعانون من زيادة الوزن، ومن يقومون بأعمال شاقّة مما يتسبب في حدوث احتكاك مستمر وعنيف بينها، والغضروف الموجود في الركبة، وبين فقرات العمود الفقري هو أكثر عرضة لهذا التآكل، كما أنّ الألم الناتج عنه شديد، لأنّ الأعصاب تخرج من بين هذه الفقرات.