القيم في الوقت الحاضر
تعاني مجتمعاتنا المعاصرة من غياب كثير من القيم التي تحكم سلوكيات الناس فيها، فترى كثيرا من الأعمال والأخلاقيات لا تنضبط بمعايير القيم والمثل التي استمدها الناس ولقرون طويلة مما تعارفوا عليه من الأخلاق والفضائل، وما استمدوه من الشرائع السماوية التي أنزلها الله تعالى على أنبيائه ورسله، فتعرف على ما هى القيم وتعرف ما هو معناها ؟ وتعرف على ما هى أبرز القيم في حياتنا، وآثار هذا القيم على الفرد والمجتمع ؟
معنى القيم
تتعلق القيم بحياتنا بكل سلوك أو عمل أو اعتقاد يكون له قيمة وأثر إيجابي، كما تعتبر المعيار الذي يقوم سلوكياتنا في الحياة وقياس مدى قربنا من هذه القيم أو بعدنا عنها، فالصدق على سبيل المثال هو قيمة من القيم النبيلة في المجتمع، وحتى يقال إن إنسانا ما صادق ينبغي أن يكون في تعاملاته في الحياة وسلوكياته وأقواله متمثلا لهذه القيمة فعلا لا قولا، وقد تختلف القيم من مجتمع لآخر تبعا للموروثات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية في المجتمعات، ولكن يبقى هناك قاسم مشترك من القيم والمثل بين جميع المجتمعات، فلا يمكن أن يتصور أن تكون الأمانة قيمة في مجتمع دون مجتمع آخر، ومن القيم نذكر الصدق والتواضع والأمانة والتسامح والعفو وغير ذلك.
آثار القيم على الفرد والمجتمع
وإن للقيم آثارا إيجابية كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع نذكر منها:
- أن القيم تعلي من شأن الإنسان وترفع قيمته ومكانته بين الناس، فالإنسان الصادق غالبا ما يستجلب حب الناس له من خلال صدق حديثه وتعاملاته، والمتواضع البعيد عن الكبر غالبا ما يستقطب الكثيرين حوله لدماثة أخلاقه ورقيها.
- أن القيم تشكل مرجعا للناس وحاكما على أعمالهم وقيما عليها، فالناس دون القيم تجدهم دون بوصلة توجههم أو منارة ترشدهم، ذلك أن القيم تعرف بشكل دقيق وواضح الأعمال والسلوكيات التي تنطبق عليها، وتبين كذلك السلوكيات والأعمال التي تنحرف عنها في صورة ميزان يرجح كفة الخير والفضلية على الباطل والرذيلة.
- أن القيم هي ما هى اسباب موصلة لرضا الله سبحانه وتعالى والجنة، فالإنسان الملتزم بالقيم والفضائل تراه قريبا من ربه، لأن معظم هذه القيم مصدرها شريعة الرحمن، وإن اللالتزام بها يحقق بلا شك رضاه سبحانه والفوز بجائزته الكبرى وهي الجنة.
- وعلى مستوى المجتمعات فإن القيم توطد العلاقات بين الناس وتشيع روح المحبة والثقة بينهم بعيدا عن الخلافات والمشاكل، كما تشكل عنصرا رافعا للمجتمعات نحو التقدم والرقي والحضارة لذلك تخلفت كثير من الحضارات عن ركب التطور والمدنية حينما تخلت عن قيمها ومثلها العليا.