يوم القيامة
يوم القيامة أو يوم الحساب هو اليوم الذي تنتهي به حياتنا الدّنيا وتبدأ حياتنا الآخرة، وهو اليوم الذي يحاسب به الله سبحانه وتعالى عباده ليكافئ المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بجنّات النّعيم، ويعذّب الكافرين الذين جحدوا نعم الله بعذاب النّار.
سمّي بيوم القيامة بسبب قيام الأموات من قبورهم وبعثهم ليحاسبوا أمام الله. ولا يعلم موعد هذا اليوم إلّا الله سبحانه وتعالى ولكنه أشار في بعض آياته إلى دلائل وعلامات و دلائل على قرب يوم القيامة، كما وأشار الرّسول صلى الله عليه وسلّم على بعضها في أحاديثه، منها ما سمّيت بالعلامات و دلائل الصّغرى ومنها ما سمّيت بالعلامات و دلائل الكبرى.
علامات و دلائل يوم القيامة الصّغرى
سميّت بعلامات و دلائل القيامة الصّغرى لأنّ بعض النّاس يشعرون بها والبعض الآخر لا يشعر بها، وهي تسبق يوم القيامة بفترةٍ طويلة، وبعضها حصلت وانتهت منذ زمن الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم و بعضها الآخر يحدث إلى يومنا هذا، ومنها ما يلي:
- بعثة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ وفاته: تعتبر بعثة النّبي من أول علامات و دلائل يوم القيامة الصغرى، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، قال: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بإصبعيه هكذا -بالوسطى والتي تلي الإبهام-: (بعثت والساعة كهاتين).
- انشقاق القمر: قال تعالى: (( اقتربت الساعة وانشق القمر و إن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)). يعتبر انشقاق القمر من أوائل علامات و دلائل يوم القيامة الصّغرى ومن معجزات سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم، حيث طلب منه كفّار مكّة دليلاً على صدق نبوّته فأراهم انشقاق القمر إلى شقّين إلّا أنّ كفّار مكّة كذّبوه ووصفوه بالساحر.
- وفاة الصّحابة الكرام رضي اللّه عنهم، فالصّحابة هم خير الأمة وهم من صاحب الرّسول صلى اللّه عليه وسلّم وتعلّم منه، وموتهم يعدّ من دلائل يوم القيامة الصغرى فبعد موتهم وموت الرّسول صلّى الله عليه وسلّم انتشر الفساد في الأرض.
- فتح بيت المقدس حدث في عهد عمر بن الخطّاب وذكره الرّسول صلّى اللّه عليه و سلّم كعلامةٍ صغرى ليوم القيامة.
- طاعون (عمواس): وهي بلدةٌ في فلسطين وذكرها الرّسول صلّى الله عليه وسلّم وكان ذلك عام 18هـ وبلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرين ألفاً من المسلمين.
- استفاضة المال والاستغناء عن الصدقة.
- ظهور الفتن بأنواعها: وهي من العلامات و دلائل الّتي انتشرت في زمننا هذا، مثل النظر إلى المحرّمات وانتشار الرّبا والسّرقات والبيع الحرام واللّبس الفاحش، وقد انتشرت في زمننا هذا حتى أصبح الغريب من يبتعد عنها.
- ظهور مدّعي النّبوّة: قال صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقوم السّاعة حتّى يبعث دجّالون كذّابون قريبٌ من ثلاثين كلّهم يزعم أنّه رسولُ الله).
- ظهور نار من الحجاز: يقول المؤرّخون أن ناراً ظهرت من الحجاز من جوار المدينة المنوّرة عام 654 هجريّ، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقوم السّاعة حتى تخرج نارٌ من أرض الحجاز تضيء لها أعناق الإبل ببصرى).
- قتال التّرك: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : (لا تقوم السّاعةُ حتّى تقاتلوا التّرك صغار الأعين حُمر الوجوه ذلف الأنوف وكأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالم الشعر).
- ضياع الأمانة: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة)، كما انتشر في زمننا هذا أن تسلّم الأمانات والمناصب المهمّة لغير مستحقّيها فيضيع حقّ النّاس و يُظلم الكثر.
- ظهور الجهل: قال صلّى الله عليه وسلّم : ( إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ أَيَّامًا يَنْزِلُ فِيهَا الْجَهْلُ , وَيُرْفَعُ فِيهَا الْعِلْمُ )، كما انتشر في زمننا هذا أن يجهل الأغلبيّة أمور دينهم ويهملون كتاب الله العظيم و ينشغلون بالأمور الّتي لا تفيدهم.
- انتشار الزّنا.
- انتشار الرّبا: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حل أو حرام).
- ظهور المعازف واستحلالها: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ( في هذه الأمّة خسف، ومسخ، وقذف ". فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: " إذا ظهرت القينات والمعارف)، حيث انتشر في زمننا هذا الكثير من القنوات الفضائيّة الخاصّة بالأغاني والموسيقى ولم يعد النّاس يحرّمونها.
- كثرة شرب الخمر واستحلالها.
- التّطاول في البنيان: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان، فذاك من أشراطها )، فقد انتشرت ناطحات السّحاب والعمارات العالية في وقتنا هذا.
- زخرفة المساجد والتّباهي بها: حيث نجد في يومنا هذا العديد من المساجد المزيّنة بأغلى أنواع الزّخرفات، ونرى الناس يحتفلون ببنائها ويتفاخرون بها واللّذي يعتبر من أشراط السّاعة كما ذكر رسول الله.
- ولادة الأمّ ربتها: أي أن تلد المملوكة ابنة سيّدها فتصبح سيّدة أمّها.
- تقارب الزّمان: أي أن تشعر بأن الزّمن يمشي بسرعة، فالسّاعة تشعر وكأنها دقيقة والدقيقة تشعر وكأنّها ثانية، كما ذكر رسول الله أنّها من علامات و دلائل السّاعة.
- ظهور الشّرك: كما يظهر في زمننا هذا انتشار الشّرك حتّى بين المسلمين فتجد من يعبد الشّيطان أو من يعبد الأصنام.
- قطع الرّحم وسوء الجوار.
- صبغ الشعر باللون الأسود، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد، كحواصل الحمام، لايريحون رائحة الجنة)، كما انتشر في زمننا هذا عمليّات التّجميل.
- كثرة الزّلازل.
- ذهاب الصّالحين: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تقوم الساعة حتى يأخذ الله شريطته من أهل الأرض أي أهل الخير والدين).
- ظهور الكاسيات العاريات.
- صدق رؤيا المؤمن: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً..).
- التّهاون في السّنن: أي أن يبتعد المسلمون عن اتّباع سنّة الرسول ويتركون صلوات النّوافل.
- كثرة الكذب وشهادة الزور.
- كثرة النساء وقلّة الرّجال: فقد انتشرت الحروب والاقتتالات في زمننا هذا وتكون ضحيّتها في الأغلب من الرّجال.
- كثرة موت الفجأة.
- عودة أرض العرب مروجاً: فمع تغيّر المناخ في العالم وكثرة الأمطار في البلاد العربية ستعود مروجاً وأنهاراً مثلما كانت في القدم.
- كثرة الرّوم وقتالهم المسلمين.
- فتح القسطنطينية.
- قتال اليهود.
- بعث الرّيح الطيّبة لقبض أرواح المؤمنين.
- هدم الكعبة.
علامات و دلائل يوم القيامة الكبرى
وهي العلامات و دلائل الّتي لم تظهر بعد وتلحقها يوم القيامة:
- الدّخان: وهو أن يظهر دخان كثيف من السماء ويصيب النّاس الخوف والهلع.
- ظهورالمسيح الدّجّال: وسمّي بالمسيح لأنه ممسوح العين اليمنى، وهو كذّابٌ دجّال يدّعي النّبوّة وحذّر منه الرسول، ويقول أنّ المؤمن يرى كلمة كافر طبعت على جبينه فلا يتبعه.
- الدّابّة: وهي دابّة عظيمة تخرج من الحرم المكّي، تختم جبين المؤمن فيضيء ويكون دليلاً على إيمانه، والكافر تختم أنفه فيظلم ويكون دليلاً على كفره.
- طلوع الشّمس من مغربها.
- نزول عيسى بن مريم عليه السّلام: حيث سينزل ليحارب الدّجّال ويقتله.
- ظهور يأجوج ومأجوج: وهم قومٌ كانوا أهل فسادٍ وشر حتى أتى الملك الصّالح ذو القرنين وبنى سدّاً متيناً وحصرهم به، ومع اقتراب يوم القيامة سيظهر قوم يأجوج ومأجوج مرّةً أخرى ويختبىء النّاس في حصونهم هرباً منهم.
- خسوفاتٌ ثلاثة، خسفٌ في المشرق وخسفٌ في المغرب وخسفٌ بجزيرة العرب.
- النّار الّتي تحشر النّاس: وهي نارٌ تخرج من اليمن وتطرد النّاس إلى محشرهم.