الجنة
أعد الله تعالى الجنة وما فيها من نعيم لمن آمن بالله تعالى في الحياة الدنيا ولم يشرك به أحد وآمن برسله وسائر خلقه دون أي شك أو نفاق أو إلحاد في اى منها، ومن فضل الله تعالى على عباده أن جعل في هذه الجنة كل ما تشتهي النفس من مأكل ومشرب ومسكن، حيث جعل فيها القصور لتكون مسكن أهل الجنة كما جعل فيها أنهاراً من عسل وحليب نقي وغيرها من الأشجار المليئة بالطيبات والخيرات والتي تقدم لأهل الجنة على صحون من فضة.
عدد درجات الجنة
يبلغ عدد درجات الجنة 100 درجة كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عن الرسول عليه الصلاة والسلام " أن الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض. فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة"، كما ذكر ابن محيريز بأن عدد درجات الجنة هي سبعون درجة في قوله " هي سبعون درجة ما بين الدرجتين عدو الفرس الجواد المضمر سبعين عاماً".
إن الجنات مقسمة إلى نوعين: جنتان ذهبيتان وتشتملان على عدد غير معروف من الدرجات وهي مخصصة للمقربين، وجنتان فضيتان بكل ما فيهما من درجات ونعيم وهي مخصصة لأصحاب اليمين، أما الأنبياء والمرسلون عليهم الصلاة والسلام فيسكنون احسن وأفضل هذه الجنات وأعلاها.
درجات الجنة
قال الله عز وجل " وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً" (سورة النساء، الآية 96)، توضح الآية الكريمة السابقة بأن الجنة مكونة من درجات عديدة حيث يسكن أهل الجنة هذه الدرجات كلٌ بحسب عمله وأجره على هذا العمل، كما تبين الآية تفضيل المجاهدين عل غيرهم من غير المجاهدين فتكون لهم الدرجات العليا من الجنة، بالإضافة إلى تفضيل المنصرفين عن الجهاد لعذر مقبول عن المنصرفين عن الجهاد لغير عذر.
في الصحيحين للبخاري والمسلم عن سهل بن سعد عن الرسول الكريم عليه السلام "إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة كما تراءون الكوكب في أفق السماء"، أي أن أهل الجنة على اختلاف الدرجات التي يتواجدون فيها يتمكنون من الإطلاع على بعضهم البعض والثواب والنعيم المعد في كل درجة من هذه الدرجات، حيث أن أهل الدرجات العلى ينظرون للدرجات الدون منهم ويحمدون الله على النعيم الذي وهبه إياهم، في حين أن أهل الدرجات الدنيا ينظرون إل أهل الدرجات العليا ولا يلاحظون الفرق في النعيم المعد لكل منهم، وفي ذلك حكمةٌ كبيرة من الله عز وجل وهو تطهير قلوب أهل الجنة من الغيرة والحسد والطمع بما لدى الغير.
