الساعة
الساعة - أو يوم القيامة - هي إحدى الغيبيّات التي تعدّ ركناً من أركان الإيمان، وقد أخبرنا بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث قال: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ} غافر (59)، ولا يعلم بموعدها إلا هو سبحانه.
هناك من ينكر قدوم الساعة ووجودها، لكنّ الله عز وجل جعل لها علامات و دلائل صغرى تدل على قربها ولكن يفصلها عنها زمن طويل، وعلامات و دلائل كبرى تدل على قربها الشديد وبقاء زمن قصير جدّاً لوقوعها، وقد ظهرت الكثير من العلامات و دلائل الصغرى وذلك أكبر دليل وردٍّ على من ينكرها، فتعرف على ما هى هذه العلامات؟
علامات و دلائل الساعة الصغرى التي ظهرت
بعثة النبي صلى الله عليه وسلم:
هي أولى العلامات و دلائل الدالّة على اقتراب الساعة، أخبر بها عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف الوارد في صحيحي مسلم والبخاري؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا؛ الوسطى والتي تلي الإبهام، وقال: (بُعِثتُ أنا والسّاعة كهاتَين).
موت النبي صلى الله عليه وسلم
كانت هذه الحادثة من أعظم المصائب التي حلّت بالمسلمين؛ لأنّ موته عليه الصلاة والسلام كان نهايةً للوحي والنبوّة وبدايةً لظهور الشرّ والفساد، فهناك من ارتدّ عن الإسلام، وبدأت روابط الدين تنقص شيئاً فشيئاً، إضافة إلى أنّ وفاته صلى الله عليه وسلّم كانت أمراً مُحزناً جداً للمسلمين، فبينما أضاءت المدينة المنوّرة بدخوله عليها، عادت وأظلمت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام.
انشقاق القمر
وذلك عندما طلب كفّار مكّة من الرسول صلى الله عليه وسلّم أن يريهم آية تدلّ على صدق نبوّته وأنه حقّاً مُرسَلٌ من الله، فجاءت الآية لهم ووقعت معجزة انشقاق القمر وانفلق نصفين، فما كان منهم إلّا أن ازدادوا عناداً وكذّبوه ثانيةً وادَّعَوا أنه عليه الصلاة والسلام سحرهم. وَرَدَ ذلك في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2)} القمر.
فتح بيت المقدس
بشّر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وفعلاً فُتِحَ مرّتين، كانت الأولى على يد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث حوصِرت المدينة من قِبل المسلمون وطلب اليهود الصلح من عمر بن الخطاب، فاستجاب لهم وأمّنهم على كنائسهم وصلبانهم وأموالهم وبنى المسجد العمري. والمرة الثانية في عهد صلاح الدين الأيوبي، كذلك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالثالثة وستأتي.
ظهور مدّعي النّبوة
ورد في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تقوم الساعة حتى يُبعَث دجّالون كذّابون قريب من ثلاثين، كلّهم يزعم أنّه رسول الله)، وقد ظهر منهم سابقاً مسيلمة الكذّاب، وامرأة تُدعى سجاح لكنّها تابت وأسلمت، والأسود العنسي الذي قُتل على يد فيروز الديلمي، وطليحة بن خويلد الأسدي وقد أسلم، وهناك غيرهم الكثيرون، وحديثاً ظهر ميرزا أحمد القادياني الذي صارت له جماعة تُدعى القاديانية.
ظهور النساء الكاسيات العاريات
ورد في صحيح مسلم قوله عليه الصلاة والسلام: (صنفان من أهل النار لم أرَهما؛ قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة) والمقصود بالكاسيات العاريات اللواتي يرتدين ثياباً تصف مفاتنهنّ أو غير ساترة أو ضيقة، وقد ظهر فعلاً هذا الصنف من الناس في زمننا واضحاً.
ومن علامات و دلائل الساعة الصغرى التي ظهرت أيضاً: كثرة القتل، وانتشار الربا، وظهور الزنا، وظهور المعازف، وتصديق الكاذب، وتكذيب الصادق، وتخوين الأمين، وائتمان الخائن.